ينقصنا فيما ينقصنا: أن نعتز بإسلامنا، وأن نكون في غاية النباهة لمؤامرات أعدائنا خصوصاً وقد كثرت جداً في شتى أنحاء العالم في كلامهم وحركاتهم ومؤامراتهم وحروبهم، يعملون لنا شتى المؤامرات، ولا بد أن يكون لنا عزة واستبانة لسبيل المجرمين، والواحد قد يفوت على الأعداء شيئاً عظيماً بنباهته.
والمسلم لا يستذل، ولا يرضى بالهوان، يقول ابن عباس: كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء من المشركين -ليس عندهم أموال يفتدون بها أنفسهم- فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة، يعلموا أولاد المسلمين، فإذا أتقن الكتابة، أطلقنا سراحه، فجاء يوماً غلام يبكي إلى أبيه، غلام مسلم جاء إلى أبيه يبكي، فقال: ما شأنك؟ قال: ضربني معلمي، قال: الخبيث يطلب بزحل، والزحل: هو الثأر والانتقام.
قال: الخبيث يطلب بزحل بدر والله لا تأتيه أبداً، هذا الضرب لأنه كافر مأخوذ أسير يريد أن ينتقم، فأفرغها في هذا الولد ضرباً.