إن موضوع القدوة من الأمور المهمة للمرأة المسلمة، ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:(خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
المرأة المسلمة لها صفات ذاتية، ولها خصال شخصية يعبر لنا عن هذه الصفات وهذه الخصال كلام عائشة رضي الله عنها في الصحيح، قالت:[ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب] هذه عائشة تقول مع أنها كانت ضرة لـ زينب -وسميت الضرة ضرة؛ لأنها تضر بمكانة الزوجة الأخرى- وكان بينهما منافسة؛ إلا أن هذه المنافسة لم تمنع عائشة رضي الله عنها من العدل في القول:{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}[الأنعام:١٥٢]، فتقول عائشة رضي الله عنها:[ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله؛ كانت تعمل بيدها لتتقرب إلى الله بهذا العمل، ما عدا ثورة من حدة كانت تسرع في الفيئة منها] فالتقوى إذاً من صفات المرأة المسلمة، وصدق الحديث، وصلة الرحم، والصدقة، وعمل اليد والتصدق منه، وإن كان فيها خصال غير حميدة مثل الحدة، فإن الرجوع منها يكون سريعاً.
فهذه صفات عامة ذكرتها عائشة أم المؤمنين لنساء المسلمين، حتى يكون هناك وضوح، فهاهي عائشة رضي الله عنها تهدي لنا الخصال المهمة التي ينبغي أن تتوافر في المرأة المسلمة؛ لأن المرأة المسلمة إذا جهلت وظيفتها، وجهلت حدودها وما يجب عليها، وجهلت مكانتها في المجتمع حصل الخبط والخروج عن شرع الله عز وجل، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئتِ) حديث صحيح رواه ابن حبان عن أبي هريرة.
إذاً: فمجالات المرأة تختلف عن مجالات الرجل؛ الرجل قد لا يستطيع أن يدخل الجنة إلا بتحقيق صفات كثيرة، فإذا دعا داعي الجهاد فلابد أن يجاهد في سبيل الله، وعليه تحصيل النفقة لأسرته، وعليه أشياء كثيرة بل حتى في الدعوة إلى الله وإنكار المنكر يختلف مجال الرجل عن مجال المرأة؛ صحيح أن كليهما مخاطب بهذه الأمور، لكن طريقة الرجل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة تختلف عن النساء، فلو أن مجموعة من الرجال ذهبوا في رحلة أو في عمرة أو في أي مجال من المجالات، يستطيعون أن يمارسوا فيه حياة إسلامية قد لا تستطيع المرأة أن تعمل هذا العمل، الرجل يستطيع أن ينكر المنكر، ويذهب إلى الرجال في مكاتبهم، ويدخل عليهم، ويتكلم ويرفع السماعة ليخاطب فلاناً بالهاتف أياً كان من الناس؛ لكن المرأة لا تستطيع أن تذهب إلى الرجال في مكاتبهم لتنكر المنكر، أو أن ترفع الهاتف وتكلم من تشاء من المحررين مثلاً، أو أي شخصية تمارس سلوكاً منحرفاً وتنكر عليهم بهذا الانفتاح؛ فهناك إذاً حدود إذا جُهِلت حدثت تجاوزات غريبة وقد نسمع عنها في هذه الأيام!!