كان ممن يقاوم الشرك الأصغر والأكبر بأنواعه، حتى قال رجل من بني مجاشع: جاء الحسن في دم كان فينا، فخطبهم فأجابه رجل، فقال: قد تركتُ ذلك لله ولوجوهكم.
هناك قضية دماء، الحسن أراد أن يصلح فيها، فيجعل أهل المقتول يتنازلون، فجاء رجل من أهل المقتول، قال: قد تركت ذلك لله ولوجوهكم -يعني: من أجل الله ومن أجلكم- فقال الحسن: لا تقل هكذا، بل قل: لله ثم لوجوهكم، وآجرك الله.
أثابك الله على تنازلك، ولكن لا تسوِّنا بالله، تقول: تركتها لله ولكم، لا يصلح أن تسوي بيننا وبين الله، قل: لله، ثم لكم.
وهذا نظائره كثيرة، مثل أن تقول: لولا الله ثم فلان، لا تقول: لولا الله وفلان، فهي شرك، بل لولا الله ثم فلان، لا تجعل الخالق والمخلوق بمنزلة واحدة، وتعطف هذا على هذا.