ما من امرئ لا يغار إلا منكوس القلب، والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى في بعض غير أولي الإربة وصفاً للنساء منعهم من الدخول، كما جاء ذلك في أقوال المفسرين في قوله تعالى:{أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ}[النور:٣١] وهم الذين ليس لهم شأن في النساء، إما لعدم وجود آلة كالمجبوب، وإما لأن الآلة لا أثر لها كالعنين، وكذلك المخنث الذي ليس بذكر خالصٍ، ولا أنثى خالصة، قد لا يكون له ميلٌ إلى النساء، وكان هناك واحدٌ من هؤلاء يدخل على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ذات مرةٍ لأخي أم سلمة: يا عبد الله! إن فتح الله عليكم الطائف غداً، فإني أدلك على بادنة بنت غيلان فإنها تقبل بأربعٍ وتدبر بثمان، مع ثغر كأنه كالأقحوان، إن جلست تبنت، وإن قامت تفنت، وإن تكلمت تغنت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا أرى هذا يعرف ما هاهنا، لا يدخل عليكن) فحجبه صلى الله عليه وسلم، مع أنه ليس من أولي الإربة، ولكن لأنه يصف النساء، فغار على زوجاته، وخشي أن يصفهن في المجالس فحجبه، مع أن الأصل حسب الآية عدم الوجوب، ولكن الغيرة الشرعية حملت النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.