كذلك فإن بعض العلماء كان لهم حلق علم للمبتدئين، مثل العلامة الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، والشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، كان له حلق للمبتدئين والمتوسطين والمتقدمين، وكان لو أتى شخص من المبتدئين وجلس عند المتقدمين طرده.
ولذلك فإنه لا بد من التدرج، ثم لا بد من تحقيق فكرة مهمة خصوصاً أنها جربت فنفعت وهي: قضية استدعاء العلماء وطلبة العلم الكبار إلى البلد واستضافتهم، لا بد أن يسعى الشباب في هذا ويحمسوا الجهات التي تستطيع أن تستدعي أهل العلم وتطلبهم فيقيم -مثلاً- في البلد شهراً أو شهرين أو ثلاثة أو الصيف أو غيره مثلاً، فيكون مجيئه للبلد مسهلاً على الطلاب الطلب؛ لأنه قد أتى إليهم ووفد عليهم، فمن العيب أن يترك وقد جاء إليهم وذهبوا إلى غيره بغير سبب وجيه.
وقد يكون أحياناً إتيان العالم إلى بلد للتدريس أسهل من ذهاب الطلاب إلى بلده؛ ولذلك فإن السعي لاستجلاب العلماء واستضافتهم لإعطاء دورات لا شك أن هذا من الأفكار المهمة التي ينبغي تنفيذها لحل هذه المشكلة وهي الصعوبة في الرحلة الآن وضيق النطاق.
وكذلك فإن في بعض البلدان قد عملوا مدارس خيرية علمية، فيؤتى بشيخ يعلم الفرائض، وشيخ يعلم اللغة العربية، قد يكون أستاذاً في النحو، قد لا يكون شيخاً مشهوراً، وآخر يدرس -مثلاً- الأحاديث بالتدريج: الأربعين النووية، فإذا أخذ شهادة فيها انتقل مثلاً إلى عمدة الأحكام، ثم ينتقل إلى بلوغ المرام وهكذا، وكذلك في التجويد يأخذ دورة مبتدئة ثم متوسطة ثم متقدمة، ولا بأس أن تدفع الأجور لتفريغ بعضهم أو لبعض طلبة العلم أو أهل العلم لكي يدرسوا في هذه المدارس، وفكرة المدارس الخيرية من أنجح الأفكار، وقد آتت ثماراً عظيمة.