صحيح الناس قلت أسفارهم إلى الخارج، لكن عندما تأتيك الأسباب بعد ذلك تجد الأحوال المادية ليست كما كانت سابقاً، جرائم الاختطاف والسرقات كثيرة أرعبت البعض فهم لا يسافرون.
إذن لماذا لم يسافروا؟ لماذا تركوا السفر إلى الخارج؟ لم يتركوه لله، وهذا هو لب الموضوع، لم يتركوه لله ولا لأنه يضر بالدين، ولا لأنه يضر بالعرض، ولا لأنه يفتن ويغري ويغوي، ومضيعة للأموال التي سوف يسأل عنها العبد يوم القيامة، لكن لأنها تضر به دنيوياً.
هل تظن أن امتناع هؤلاء بالسفر إلى الخارج مما يثابون عليه؟ ثم إن الذي يريد الفساد سيحصل عليه؛ فلذلك ترى بعض الناس الذين لم يستطيعوا الذهاب إلى بلدان أوروبا للفساد؛ صاروا يذهبون إلى بلدان شرق آسيا لأن نفقات الحرام أقل، والذين لم يذهبوا إلى تلك البلاد يذهبون مما هو قريب منهم جداً من البلدان التي تنتشر فيها مواخير الفساد؛ ليقضوا وطرهم المحرم هناك، فالذي يريد الفساد لا يمنعه شيء، وسيفعله وهو في بلده.