هؤلاء الذين يقولون: نحن متدينون، لكن عندهم من سوء الخلق ما أفسد عليهم تدينهم، لديهم أخلاق سوقية فهم يتعاملون مع الناس بشراسة وعناد وقبح وفحش، عندهم من الكبر في أنفسهم ما هو أكثر من كثيرٍ من المعاصي والموبقات والفواحش، عندهم عنجهية واحتقار للخلق، هؤلاء وإن كان مظهرهم حسناً لكن الله سبحانه وتعالى سيحاسبهم على سوء الخلق (وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) هؤلاء الذين يعاملون آباءهم وأمهاتهم بفضاضة وغضاضة، ويعاملون زوجاتهم أسوأ المعاملة، ويظلمون أولادهم، كيف يكون هؤلاء متدينون ومستقيمون فعلاً وهم بهذه الطريقة؟ لقد قلنا: إن السفهاء من الناس إذا رأوا هؤلاء يقولون: هذا هو التدين المطلوب الذي تقولون لنا عنه وتأمروننا به؟! فيكون سيئ الخلق من الذين يصدون عن سبيل الله.
الذي يزعم أنه مستقيم على الشريعة ولكنه ظالمٌ للناس للعمال، للخدم، للمراجعين، للزملاء (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)(اتقوا دعوة الله المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة)(اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب) فلنتق الله في أكل الحقوق وظلم الناس.