ومما يعين على الحفظ: العمل بما تحفظ، وهذا من أهم الأمور، وهو ثمرة العلم، ولذلك فإن الله عز وجل نبهنا على العمل مراراً في القرآن الكريم، وأخبر أن العاملين هم الناجون الفائزون يوم الدين، وأن الإثم في ترك العمل بالعلم، وقد تواترت على ذلك الآيات والأحاديث والشواهد الكثيرة في أهمية العمل بالعلم، وألف العلماء وصنفوا في اقتضاء العلم العمل.
ولاشك أن العمل بالعلم يزيد الحفظ (استعمال الآثار وتوظيف السنن) الإمام أحمد رحمه الله ما كان يضع حديثاً في مسنده إلا ويعمل به، حتى إنه احتجم وأعطى الحجام ديناراً، لأجل فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إسماعيل بن إبراهيم بن مُجمع بن جارية يقول: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به، فإذا عملت بالعلم كان ذلك سبباً عظيماً للحفظ.