حتى حسن التعامل يصل إلى البهائم والحيوانات وليس إلى الآدميين فقط، فعن قرة قال رجل:(يا رسول الله! إني لأذبح الشاة فأرحمها، أو أني لأرحم الشاة أن أذبحها، قال: والشاة إن رحمتها رحمك الله -مرتين- والشاة إن رحمتها رحمك الله) وعن عبد الله بن مسعود قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلاً -في طريق- فأخذ رجل بيض حمرة -نوع من الطيور، تسلق الرجل فأخذ بيضها من عشها- فجاءت الحمرة ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم -تحوم وترف بجناحيها- فقال عليه الصلاة والسلام: أيكم فجع هذه بيضتها؟ أيكم فجع هذه بيضتها؟ فقال رجل: يا رسول الله! أنا أخذت بيضتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أردده رحمةً لها، أردده رحمةً لها) حتى البهائم والحيوانات.
هذا جانب من حسن التعامل مع الخلق، استفدنا كل ما ورد من الأحاديث والآثار الصحيحة من كتاب الإمام العظيم أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، فالله يغفر له ويرحمه على ما نفعنا به من هذه العلوم في كتابه العظيم (الأدب المفرد) وفيه خير كبير، وهذا الجانب منتقى منه فقط في قضية الإحسان إلى الخلق في التعامل مع الناس.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من عبادك الأخيار، اللهم إنا نسألك أن تغفر ذنبنا وتلم شعثنا وتثبت أمننا، اللهم اقضِ ديوننا، واكبت عدونا، وارحم ميتنا، اللهم سد جوعتنا، اللهم استر عيوبنا يا رب العالمين، اللهم من أراد الإسلام وأهله بسوء في هذه البلد وسائر بلدان المسلمين فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين، اللهم آمنا في الأوطان والدور وأرشد الأئمة وولاة الأمور، اللهم ارحمنا برحمتك يا عزيز يا غفور {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النحل:٩٠].