من الأشياء التي ينبغي أن تذكر هنا أن بعض الفتيات المتدينات يشترطن في الأزواج شروطاً عجيبة، فنسمع مثلاً أن فتاة تريد أن يكون الشخص حافظاً للقرآن الكريم، أو لـ صحيح البخاري، أو العقيدة الطحاوية إلخ.
طبعاً الرجال الذين يحفظون القرآن أو يحفظون صحيح البخاري أو إلخ، هؤلاء ليسوا كثيرين، وإنما هم قلة، وكونك تشترطين مثل هذه الشروط تقولين: لا أتزوج إلا طالب علم حقاً، وينبغي أن يكون قد قرأ كذا وكذا وأن يكون حفظ كذا وكذا هذا يعني أنه يمكن ألا تتزوجي نهائياً؛ لأن المتدينين أصلاً الآن ليسوا كثيرين جداً، فكيف وأنت تشترطين بالإضافة إلى الالتزام والتدين شروطاً عالية في قضايا العلم والحفظ، وبعضهن تقول: تصور! أنا بعد ما تزوجت اكتشفت أن زوجي ما سمع أشرطة كذا وكذا للشيخ فلان الفلاني، ولا قرأ كتاب كذا وكذا، تصور! أنه لا يدري شيئاً عن مسألة الذهب المحلق، تصور! تصور وبعضهن قد تلجأ إلى إعطاء الرجل المتقدم أسئلة مثل المسابقة لكي يحلها ويتبين مدى علمه.
طيب هذا الرجل يمكن أن يذهب إلى أي شخص آخر ليحلها له مثلاً، وكونه قد يبحث في بعض الكتب ليأتي بالحل، هذه طريقة عقيمة وطريقة لا تدل على وعي جيد، ونقول: بعض الفتيات عندهن فرصة للقراءة والاطلاع أكثر من الرجال، فهي تمكث في البيت لفترة طويلة تتمكن فيها من القراءة واستماع الأشرطة، التلخيص، الحفظ إلخ.
أما الشاب فقد يكون مشغولاً بالدعوة، يخرج من البيت كثيراً، لا يجلس مثلما تجلس هي، فإذاً لا داعي للشروط التعجيزية التي تدل على أن هذه الفتاة تعيش في جهة والواقع في جهة أخرى، بعض الشباب قد لا يحفظ الأربعين النووية، وهي تقول: أريد كذا وكذا، والخلاصة أن بعض الفتيات تريد رجلاً على شرط البخاري ونحن نقول: يكفي أن يكون زوجاً على شرط الحديث الصحيح.
نعم، لا بأس باستطلاع رأي الشخص المتقدم عن طريق الثقات، مثلاً: كيف عقيدته؟ ما مدى التزامه بالسنة؟ ما مدى تمسكه بالدليل، ما مدى علمه مثلاً؟ لا بأس أن يُسأل عن هذه الأمور، لكن أنه يحصل تدقيق شديد جداً في قضايا عميقة لا تقدح في التزام الشخص ولا في تدينه فهذا ليس من الحكمة في شيء.