وصلاة العيد ركعتان قبل الخطبة لقول ابن عمر رضي الله عنه:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يصلون العيدين قبل الخطبة) متفق عليه، وقد استفاضت السنة بذلك وعليه عامة أهل العلم، قال الترمذي رحمه الله: والعمل عليه عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن صلاة العيدين قبل الخطبة، وحكمة تأخير الخطبة عن صلاة العيد وتقدميها على صلاة الجمعة، أن خطبة الجمعة شرط للصلاة، والشرط مقدمٌ على المشروط، بخلاف خطبة العيد فإنها سنة، ولذلك فإنه إذا حضر فيها فإنه ينصت للإمام ولكنه لا يشترط له حضورها بمعنى أنه يأثم لو ترك الخطبة، وهي ركعتان بإجماع المسلمين، وفي الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس:(أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما) وقال عمر: [صلاة الفطر والأضحى ركعتان تمامٌ غير قصرٍ على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم وقد خاب من افترى] رواه أحمد وغيره.
ولا يشرع لصلاة العيد أذانٌ ولا إقامة، لما روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال:[صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العيد غير مرة ولا مرتين فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذانٍ ولا إقامة] ولذلك أنكر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم على بعض الخلفاء أو بعض الملوك لما قدموا الخطبة على الصلاة، قالوا: إن الناس لا يجلسون إلينا فنجعلها قبل الصلاة لإلزام الناس بالاستماع، فكانت بدعة من البدع أنكرها الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
وبالنسبة للركعة الأولى فإن الإمام يكبر فيها تكبيرة الإحرام والاستفتاح، وقبل التعوذ والقراءة يكبر ست تكبيرات، فتكبيرة الإحرام ركنٌ لا بد منها، لا تنعقد الصلاة بدونها وغيرها من التكبيرات سنة في الركعة الأولى، ثم يستفتح بعدها، لأن الاستفتاح في أول الصلاة، ثم يأتي بالتكبيرات الزوائد الست ثم يتعوذ عقب التكبيرة السادسة، لأن التعوذ للقراءة فيكون عندها ثم يقرأ.
فإذاً يقول: الله أكبر، ثم يذكر دعاء الاستفتاح:(سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك إلى آخر الأدعية) ينتقي من الأدعية ثم يكبر ست تكبيرات بعد التكبيرة السادسة يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:٢] ويقرأ الفاتحة، ويكبر في الركعة الثانية قبل القراءة خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، لما روى أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في عيدٍ اثنتي عشرة تكبيرة سبعاً في الأولى -يعني مع تكبيرة الإحرام- وخمساً في الآخرة -يعني بدون تكبيرة القيام-) وإسناده حسن، ويرفع يديه مع كل تكبيرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه مع التكبير.