[إرشاد التائب إلى أهل العلم ليرشدوه إلى ما يفعله بما تحت يده من الحرام]
أو مثلاً بعض الناس ليس عنده إجابات واضحة، يقول مثلاً: أنا تركت صلوات هل علي قضاؤها أم لا؟ وتركت صياماً هل علي قضاؤه أم لا؟ أنا تركت زكاة لم أخرجها في الماضي، قد يقول: قتلت وسرقت فكيف أفعل وأنا محرج في إرجاع الأشياء المسروقة إلى أصحابها، فكيف أرجعها؟ قد يقول: أنا لا أعرف كم سرقت بالضبط، قد يقول: الناس الذي سرقت منهم ذهبوا ولا أعرف عناوينهم، فماذا أفعل؟ قد يقول: سرقت شيئاً هل يجب أن أعيده بذاته أو أعيد قيمته؟ قد يقول: أخذت رشوة، قد يقول: أنا عملت أعمالاً محرمة، يمكن أن مغنياً تاب إلى الله وعنده أموال من الغناء، زانية تتوب إلى الله عندها أموال من الزنا، مروج للمخدرات عنده أموال من ترويج المخدرات، هذه الأموال ما حكمها، وماذا يفعلون بها؟ المرابون الذين يتعاملون بالربا، كيف يفعلون بأموالهم؟ كيف يتوبون؟ واحد فعل فاحشة بامرأة قد يكون مغتصباً وقد يكون برضاها، ما هو الفرق بين الحالتين؟ مثلاً واحد عقد على زانية، هل العقد صحيح وماذا يترتب على ذلك؟ رجل كان ينشر الأفكار الإلحادية كيف تكون توبته الآن؟ هناك مسائل علمية تحتاج إلى إجابات، وأمور تحتاج إلى تبيين، فينبغي أن نرشد هؤلاء إلى أهل العلم ليبينوا لهم.
وذكر أحاديث الترغيب والرجاء المناسبة مهم، لأن بعض الناس يمكن أن يذكر أحاديث غير مناسبة، يذهب إلى أناس من اللاهين واللاعبين يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) وهؤلاء لاهون لاعبون عابثون، لا يريدون التوبة، يقول لهم هذه الأحاديث فتكون فتنة.
ولذلك يقول أحد السلف:"ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" ولذلك لابد من شرح معنى الحديث لهم، وإذا وجدت أنهم لا يفهمونه فيجب ألا تذكره أصلاً، مثلاً حديث العابد الذي قال لصاحبه المذنب: اقصر، والمذنب قال له: خلني وربي أبعثت علي رقيباً، لو وجدت بعض الناس لن يفهموا الحديث، أو أن بعض المذنبين سيقول لكل داعية أو آمر بالمعروف أو ناهٍ عن المنكر: خلني وربي أبعثت علي رقيباً، لو تحس أنه سيفهم من الحديث هذا المفهوم فلا يجوز لك أن تحدثه به، ليس كل الآيات والأحاديث تصلح أن يخاطب بها جميع الناس، ولذلك لابد من انتقاء الأشياء المناسبة لمثل هؤلاء.
هذه بعض الواجبات التي أرى أنه لابد للدعاة إلى الله عز وجل أن يقوموا بها تجاه التائبين.
استوصوا بالتائبين خيراً، هؤلاء وفد الله قدموا إليكم، ومن حقوقهم عليكم إكرامهم وحسن وفادتهم، ونسأل الله أن يعيننا وإياكم على هذه الأمور.