للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل تجهيز المجاهدين والاستعداد للغزو]

والإعداد للجهاد واحتباس الفرس استعداداً للمعركة إذا قامت، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد والبخاري: (من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده، كان شبعه وريه وروثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامة).

وقد يتعذر على بعض الناس الجهاد أو لا يجدون سبيلاً للجهاد وهم يتوقون للجهاد وللاستشهاد، فلهذه النفوس المتحرقة للجهاد والاستشهاد الطامعة في بلوغ منازل الشهداء لا يحرمهم الله من الأجر إذا كانوا صادقين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سأل الله الشهادة بصدقه بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) ولذلك من المستحبات في الدعاء أن نسأل الله القتل في سبيل الله، اللهم اجعل قتلتنا في سبيلك يا رب العالمين، اللهم اجعلنا شهداء في سبيلك يا أرحم الراحمين.

وأما الذين يجهزون الغزاة وينفقون على جيوش المسلمين ويتصدقون لدعم المجاهدين فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أجرهم: (من جهز غازياً في سبيل الله كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الغازي شيئاً) يحتاج إلى تذكرة سفر وإلى ملابس وإلى عتاد وسلاح، فهو يزوده بما يحتاج فيكون له مثل أجره.

وعندما يخرج الغازي من بلده ويترك زوجة وأولاداً، ماذا له؟ لما شجع الإسلام على الجهاد جعل في إخلاف الغازي في أهله أجراً، فالذي يرعى له أهله وأولاده في غيبته قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه: (أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير) يعني: حتى لو نمى له ماله، مجاهد عنده مال فهو ينميه له والمجاهد غائب، وخلفه في أهله، أي: يتفقد أحوالهم وينفق عليهم ويقضي حوائجهم: (كان له مثل نصف أجر الخارج) فما بالك لو خلف اثنين أو ثلاثة؟! رواه الإمام مسلم.