ينتهي النصارى واليهود والكفار ويأجوج ومأجوج ولا يبقى كافر على الأرض، إذاً الأرض لماذا تمنع البركة؟ (فيومئذٍ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها) فالرمانة الواحدة يأكلها جماعة من الناس من كبرها، فالبركة التي في التوحيد تجعل في الأرض الثمار؛ فتكون عظيمة وكبيرة جداً جداً.
وعندما يكون عيسى في الأرض أربعين سنة عند ذلك لا يعبد إلا الله، والعصابة التي تكون معه من المسلمين يحرزها الله من النار، أي: يحرمون على النار، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:(عصابتان من أمتي أحرزهما الله تعالى من النار، عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام) أخرجه النسائي والحديث إسناده صحيح، ويكون العيش في غاية الطيب، حتى قال صلى الله عليه وسلم:(طوبى لعيشٍ بعد المسيح، يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات، حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت) لو رميت الحب على الصخور الصماء أنبتت (وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره، ولا تشاح، ولا تحاسد، ولا تباغض).
هذه ستكون النهاية بالنسبة لقصة عيسى عليه السلام، ثم يموت حقيقة ويصلي عليه المسلمون، وبعد ذلك يرسل الله ريحاً تقبض أرواح المؤمنين، وتخرج أجيال بعد ذلك لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً، ويعم الكفر الأرض، وتقوم الساعة على شرار الناس.
وقد يرد هذا
السؤال
قال الله تعالى:{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}[آل عمران:٥٥] فكيف يقال: إنه لم يمت؟ للإجابة على هذا عدة مسالك منها: المسلك الأول: أن في الكلام تقديمٌ وتأخير والتقدير: إني رافعك إلي ومطهرك، ثم تنزل، ثم إني متوفيك.
المسلك الثاني: وهو قويٌ: أن (متوفيك) معناها قابضك وحائزك، فإن العرب تقول: توفيت ديني من فلان، يعني: قبضته وأخذته، فمتوفيك ليس معناها: أنزع روحك من جسدك، وإنما متوفيك أي: حائزك إليّ ورافعك وقابضك، وسآخذك إليَّ بروحك وجسدك، لأن توفى معناها أخذ، واستوفى الدين يعني: أخذ الدين.