وكذلك فإن من آداب المشي أن يمشي الإنسان مع الضعفاء، فقد جاء في الحديث الصحيح:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف -أي لا يستكبر- أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضي له الحاجة).
وكذلك جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهراً) وهذا حديث حسن رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج.
والمشي في حاجة أخيك المسلم حتى تثبتها له أجرها أعظم، ولذلك قال:(ومن مشى مع أخيه المسلم حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام) لأن الناس يمشون على الصراط، وهناك من يسقطون في النار، ومن يسرعون مثل البرق، ومثل الريح المرسلة، ومثل أجاويد الخيل.
فإذاً المشي مع أهل الحاجات ولو لم تنقض الحاجة أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتكاف في المسجد شهراً، أما إذا انقضت فيثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام.