لقد جاء وصف عيسى عليه السلام في الأحاديث الصحيحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(لقيت ليلة أسري بي عيسى -فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فقال:- ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس).
وكذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحمر جعدٌ عريض الصدر).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(أراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجلٌ آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه، رَجِلُ الشعر، يقطر رأسه ماءً، واضعاً يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح بن مريم).
وفي رواية:(بينما أنا أطوف في الكعبة فإذا رجلٍ آدم سبط الشعر، يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء، أو يهراق رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم) هذا وصف عيسى عليه السلام، فما معنى هذه الأوصاف؟ أما بالنسبة لقوله عليه الصلاة والسلام عن عيسى:(إنه رجلٌ آدم) فإن المعنى أنه أبيض مشرب بحمرة.
وكذلك لما قال صلى الله عليه وسلم:(ربعة) يعني: مربوع؛ ليس بطويلٍ جداً ولا بقصير جداً.
وقوله:(كأنه خرج ديماس) الديماس يعني: الحمام الذي يغتسل فيه، والمراد بذلك وصف عيسى بصفاء اللون، فهو كمن يخرج من الحمام صافياً نقياً نظيفاً، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بنقاء اللون، ونضارة الجسم، وكثرة ماء الوجه حتى كأنه كان في حمام فخرج منه ينطف رأسه ماء، وهذا يزيد في نضارة الوجه.
وكذلك فإن قوله عليه الصلاة والسلام في وصف عيسى:(إنه رجلٌ سبط) نعتٌ لشعر رأسه يعني: ليس بجعد الشعر، والرواية الأخرى فيها أن عيسى جعد، والجعود عكس السبوطة، فكيف يكون الجمع؟ قالوا: هذه الجعودة في الجسم وليست في الشعر، الشعر سبط ولكن الجعودة في جسمه، يعني: جسمه مجتمع مكتنز.
ومعنى:(لمته بين منكبيه) اللمة شعر الرأس، وقد جاوزت المنكبين وألمت به.
(رجل الشعر) قد سرحه ودهنه، وله (لمة تقطر ماءً) هذه صفة عيسى عليه الصلاة والسلام عندما رآه النبي عليه الصلاة والسلام يطوف بالكعبة.