[علاقة السماع بموضوع البوسنة]
أما علاقة موضوع السماع بـ البوسنة، فإنه قول الشاعر:
ربَّ وامعتصماه انطلقت ملئ أفواه الصبايا اليتمِ
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
وهؤلاء اليوم يخططون، وتبرز الخطط بين الصرب والكروات وكما قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:١٢٠] {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:٨٩] وسيظهر ذلك عاجلاً أو آجلاً.
سلموا لهم المنطقة مقابل خروجهم بعَددهم وعُددهم إلى أراضي المسلمين، إنهم يريدون ملء جيبا وسربنتسا وغيرها من البلدان التي احتلوها والمدن الإسلامية بالصرب الجدد، إنهم قد استولوا على (٧٠%) من أراضي البوسنة، لكن ليس عندهم شعب كاف ليملئوا تلك الأراضي، فهم يخرجونهم الآن من مكان إلى مكان، والبلد هذا يذهب إلى كفار، وتملأ البلدان الأخرى من الكفار الآخرين، والمسألة كفر في كفر، ومؤامرة في مؤامرة، ويدلك على ذلك أقوال بعض قادة الصرب: إننا لم نفاجأ، ولم تبد علينا الدهشة، أي لأنه أمرٌ قد قضي بليل.
عباد الله! بعضهم يعد، وبعضهم يخطط، وبعضهم ينفذ، ويعضهم يغطي على بعض، أولئك أئمة الكفر، والله يقول: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ} [التوبة:١٢] لا عهد لهم ولا ذمة، كيف نثق بهم؟ كيف نركن إليهم أياً ما كانوا؟ سواء كانوا أرثوذكس، أو بروتستانت، أو كاثوليك، الكفر ملة واحدة، ولذلك ظن بعض السذج أن هؤلاء أرادوا الدفاع عن المسلمين، وأخذتهم الحمية فنصروا المسلمين، والله ما أرادوا ذلك، إنما أرادوا مصلحتهم، وقد يتعللون في الظاهر بشيء لمصلحة المسلمين، ولكن أياديهم ملوثة بدماء المسلمين مما قريب، فكيف يثق العصفور بمن افترس أخاه.
يا عباد الله! ربما تأتي أخبارٌ وأيامٌ قادمةٍ بمحن مزلزلة شديدة تحمل أنباء اتفاق الكفرة على المسلمين من الجانبين، ونحن نسأل الله عز وجل أن يحفظ إخواننا، وأن يرزق إخواننا الفهم والوعي، وأن يردهم إلى دينهم، وأن ينقيهم من الشوائب، ونسأله أن يعجل بفرجهم ويأتي بنصرهم، وأن يوقظ في قلوب المسلمين الحمية، ويرزقهم القيام بواجب إخوانهم.
اللهم إنا نسألك أن تنصر المجاهدين في سبيلك، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يريدون إعلاء كلمتك، اللهم من أراد دينك بسوءٍ، فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه.
اللهم آمنا في دورنا وبلداننا، اللهم اجعل بلاد المسلمين آمنةً مطمئنةً بتحكيم شريعتك يا رب العالمين! آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
اللهم أيقظ في قلوب المسلمين الحمية للجهاد في سبيلك، اللهم اكتب للمسلمين النصر على الأعداء يا رب العالمين! اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، واقض ديوننا، واستر عيوبنا يا أرحم الراحمين! سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.