للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أبو حنيفة ومحاجته للدهرية المنكرين للخالق]

وهكذا قام علماء الإسلام من بعد الصحابة يناظرون أيضاً الكفار والمرتدين وكذلك الزائغين والذين خرجوا عن هذه العقيدة، واتخذوا لهم مناهج ضالة حاربوا فيها هذا المعتقد الصحيح.

ووجد الدهرية الذين يقولون: ما يهلكنا إلا الدهر، وليس هناك بعث ولا خالق.

فقام أبو حنيفة رحمه الله يقول لبعضهم: أخبروني عن سفينةٍ في دجلة تذهب فتمتلئ من الطعام والمتاع وغيره بنفسها وتعود بنفسها فترسي بنفسها وتفرغ وترجع كل ذلك من غير أن يدبرها أحد، سفينة تحمل وتسير وتفرغ وترجع بدون ربان ولا قبطان ولا عمال.

فقالوا: هذا محال لا يمكن أبداً!! فقال أبو حنيفة: إذا كان هذا محالاً في سفينة، فكيف بهذا العالم كله علويه وسفليه؟ فبهتوا لما قال لهم: أنتم ما قبلتم هذا في سفينة كيف تقبلون العالم بغير مدبر؟!