تاسع عشر: إن من الأشياء التي تدعونا إلى سلوك طريق التربية والاعتناء بها: شدة أعداء الإسلام علينا، فما وجد عصر من العصور اجتمع فيه كيد الأعداء علينا مثلما اجتمعوا الآن، إغراق المسلمين بالمناهج الكفرية والسلوكيات؛ الفرد المسلم -الآن- يتعرض إلى عملية تذويب كاملة، سيطرة عقلية ومادية من الكفرة المناهج الدراسية، المسرحيات، الأفلام، الكتب، القصص، القهر، الاستبداد، التسلط، الغزو الفكري والثقافي والأخلاقي والاقتصادي، والشخصيات الكفرية، والأفكار التي تلمع، وطريقة الحياة الغربية، وعادات وتقاليد الكفار، ولغتهم، والأغاني، والرقص خمور، نساء، تشبه، تشويه للتاريخ، ملابس، ميوعة، فسق، فجور، مخدرات، موضات، ألعاب، اختلاط، تبرج، كره الدين إلخ.
هذه العمليات التي تسلط اليوم على أدمغة المسلمين وعلى رءوسهم، فقل لي بربك مع شدة التيار الكفري وهذا الاضطهاد الذي نعانيه: ما هو الذي سيجعل هذه الجموع تصمد؟ هذا الكيد كله من الذي سيصمد في وجهه؟ هل هم أناس جاءوا هكذا من الشارع، وقالوا: نحن مسلمون نحب الإسلام، صلوا على النبي: اللهم صلِّ على محمد، اذكروا الله: لا إله إلا الله!! هذا الجمع، لا، إن هذه الأمور لا تكفي، إن هذه المسابح وغيرها من الأشياء ليست هي الطريقة.
إن الطريقة طريقة إعداد ما يمكن أن يصمد أمام هذه الهجمات على ديار الإسلام هو شخصيات تربت على الإسلام، بدون تربية لا يوجد صمود، وأنت ترى يومياً من أجيال المسلمين كم فرد يضيع! كم فرد ينحل! كم فرد يضل! كم فرد ينهار! كم فرد يغرق في بحار الشهوات والشبهات! لا يعلم عددهم إلا الله أبناء المسلمين أمانة في أعناق دعاة الإسلام، من المسئول؟ ما هي الطريقة للإنقاذ؟ الطريقة هي تربية هؤلاء الناس، أما أن تلقي موعظة وتذهب، فتؤثر وقتاً ما لكن بعد ذلك يذهب أثر الموعظة ويرجع الحال إلى ما كانت عليه الأمور، وأنت ترى الناس يخرجون بعد صلاة الجمعة أحياناً متأثرين جداً، بل قد يبكون في الخطبة، فماذا يفعلون بين الجمعتين من المعاصي؟ وأين ذهب أثر الخطبة عليهم؟ فتعلم عند ذلك أن مسألة إلقاء موعظة فقط ليست هي الطريقة الوحيدة.