للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(حكم قول القائل: (عملت الذي عليّ والباقي على الله

السؤال

عملت الذي عليَّ والباقي على الله.

هذه العبارة كثيراً ما تقال، فهل فيها شيء؟

الجواب

ما هو مقصود الذي يتكلم بمثل هذا كأن يقول مثلاً: أنا بذلت الأسباب والباقي على الله، لكن ينبغي ألا ينسى أن الذي بذل فيه الأسباب ينبغي أن يتوكل فيه على الله، أي: لا يقول: هذا توكلت فيه على نفسي، إلى هنا والباقي على الله، لا.

التوكل على الله في كل شيء، الجزء الذي اتخذت فيه الأسباب والجزء الذي لم تتخذ فيه الأسباب كله تتوكل فيه على الله؛ لأن السبب قد يتعطل، وقد تبذل السبب ويصبح بالعكس.

كان رجل كلما قاد السيارة ربط الحزام، وفي مرة من المرات نسي أن يربط الحزام، وسار في طريق الأحساء فصدم جملاً فمع الصدمة طار الرجل من الشباك، ولو كان رابطاً للحزام يقول: كان دهسه الجمل؛ لأن الجمل ركب فوق السيارة وصار سقف السيارة في بطن السيارة، فلو كان رابطاً للحزام لصار عجينه بداخل السيارة، لكن هذا لا يعني أننا لا نربط الأحزمة لأنه قد لا تصدم في جمل فقد تصدم في شيء آخر يجعلك تضرب بالمقود وتضرب بالزجاج وتحدث الكارثة، فلذلك الواحد يبذل الأسباب؛ لأن ربط الحزام من أسباب السلامة، لكن قد يربط الحزام فتحترق السيارة ولا يستطيع الخروج من السيارة بسبب الحزام فيكون الحزام سبباً في هلاكه.

أي: أريد أن أقول من هذا الكلام وهذا المثال: أنه ليس على كل حال الأخذ بالأسباب في المنظور البشري يُؤدي إلى نتيجة سليمة، فقد تكون النتيجة غير ما تحسبه، من حيث لا تتوقع، ولذلك حتى لو أخذت بالأسباب يلزمك أن تتوكل على الله، في كل أجزاء العمل الذي تستطيعه وتأخذ بأسبابه والذي لا تستطيعه كذلك تأخذ بأسبابه وتتوكل فيه على الله.