الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى قد أنزل علينا كتابه، وأرسل إلينا رسوله؛ ليعلم عز وجل من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، ومن يثبت على منهج الله ممن ينكص ويرتد عن هذا المنهج وعن هذا الطريق:{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ}[البقرة:١٤٣] فهو إذاً ابتلاء وامتحان للعباد.
والردة عن الدين أخطر موضوع يمكن أن يواجه الإنسان؛ لأنه ليس هناك شر أعظم من الردة عن الدين، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام:(من بدل دينه فاقتلوه).
هل حدثت أحداث من الردة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب
نعم، إن البشر الذين كانوا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هم من جنس البشر، بينهم الصالح والطالح، والطيب والخبيث، ولذلك كان منهم من آمن، ومنهم من كفر، ومنهم من ارتد بعد إسلامه، ولأن عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كان أبرك العصور التي مرت على البشرية، فإن الذين ارتدوا في ذلك العصر كانوا قلة جداً بالنسبة لمن أتى بعده.