ومن الأشياء التي يلجأ إليها عند العلماء مشاورتهم حتى في الأمور الخاصة والانقياد لعلمهم والدعاء لهم والترحم عليهم، وحسن الكلام معهم، تقول له: يرحمك الله في القضية الفلانية، أو رضي الله عنك، أو وفقك الله وسددك، عبارات رقيقة تستفتح بها في السؤال.
كان أحد السلف يجمع ويحفظ من أخذ عنه من أهل العلم فيدعو لهم كل ليلة واحداً واحداً قبل أن ينام، والتواضع لهم، والقيام على خدمتهم، وقد يكون العالم ما عنده وقت لأن يأتي ببعض الأشياء الضرورية له، وقد يجهل مكانها، فأنت تذهب وتقدم له شيئاً يسهل له شيئاً من أمور حياته القيام على خدمته، هذا من الأدب نحو العلماء والتقرب إلى الله بذلك، والتواضع له.
أخذ ابن عباس على جلالة قدره بركاب زيد بن ثابت الأنصاري، وقال:[هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا] كذلك تعظيم حرمتهم والرد على من يغتابهم أو يتكلم فيهم، فإن عجز الإنسان عن ذلك يجب عليه أن يقوم ويفارق المجلس، لا يجلس مع أناس يتكلمون ويلغون في أعراض العلماء.
كذلك التحري في إدخال السرور على قلوب العلماء، وإتحاف أولادهم استلطافاً لهم، حتى يتعدى الاحترام التوقير والمنفعة إلى ولد العالم، فتستلطف أولاد العالم مثلاً حتى تتقرب إلى قلب العالم وتنال من محبته.