[التضحية من صفات المرأة المسلمة]
من صفات المرأة المسلمة كذلك: التضحية، فالمرأة المسلمة قد تضحي بنومها من أجل أولادها قد تضحي براحتها من أجل زوجها قد تضحي بشيء من نفقتها المستحقة لها على زوجها المرأة المسلمة تراعي زوجها إذا كان قليل المال فلا تطلب منه أشياء لا يستطيعها، قد يجمع مالاً لشراء سيارة، لا تقول له: عندك مال اشتر لي ثياباً، رأيت فستاناً في محل كذا أريد أن أشتريه، وأدوات الزينة والتجميل.
المرأة المسلمة تراعي زوجها فتضحي بشيء من حقها، وتضحي بمالها على زوجها، وتضحي براحتها وتضحي ببدنها ووقتها من أجل زوجها.
كثير من الزوجات اللاتي منَّ الله عليهن بالهداية وتزوجن من رجال مستقيمين، الرجل المستقيم له متطلبات كثيرة إذا كان داعية إلى الله أو طالب علم، عليه مسئوليات كثيرة متعددة، دعوته إلى الله ستجعله يبذل من وقته وماله كثيراً، لا بد أن يذهب هنا وهناك، ويحضر جلسات وحلقات علم، ويعلم غيره ويخرج مع غيره.
وهو إذا كان طالب علم قد يدخل مكتبته الخاصة ويقفل عليه الباب ويجلس يقرأ بعيداً عن ضجة الأولاد، وبعيداً عن المؤثرات.
وقد يكون رجلاً يستغل الكرم في الدعوة إلى الله، فيدعو الناس ويدعو أصحابه وزملاءه على ولائم وعلى غداء وعلى عشاء، وهذا كله فوق رأس من؟ المرأة هي التي ستطبخ لهم، وتلحق العزيمة وراء العزيمة، وزوجها يرجع متأخراً في الليل تعبان وقد لا يكلمها وينام مباشرة، ماله قد ينفق في أشياء أخرى من الطاعات غير النفقة على الزوجة، أو التوسيع على الزوجة.
إذا جلس في البيت قد ينشغل بقراءته الخاصة، أو بأبحاثه، ويدخل إلى البيت متعباً ينام قليلاً يطلب الغداء، وبعد العصر مثلاً قد يذهب إلى مشوار، وبعد المغرب يأتي إلى هناك، وبعد العشاء يكون عنده عمل إلخ.
أيها الإخوة: المشكلة أن العصر الذي نعيش فيه عصر بعد عنِ الله، وعصر البعد عن الله يطلب من المسلمين مضاعفة الطاقات والجهود، ولا شك أن الرجل في أيام السلف كان عنده وقت لأهله أكثر من الرجل في هذا العصر، لماذا؟ لأن المنكرات كانت في الأول قليلة، والطيبون كثر، والمجتمع الإسلامي نظيف، وليست هناك هذه الثغرات الكثيرة الموجودة الآن التي تتطلب السد المرأة إذا لم يكن عندها تضحية ستتضايق من زوجها حتى ولو كان زوجها مستقيماً.
تقول: إنما تزوجتك لتقعد معي أريدك أن تخرج بي أريدك أن تأخذنا في جولة أنا والأولاد أريدك أن تذهب بنا مثلاً إلى منتزه فلان وإلى البر وإلى كذا أريد منك أن توصلني إلى أهلي كل يوم كذا أريد منك أن توصلني إلى صويحباتي وصديقاتي أريد أن أزورهم، وأنت مشغول عني لا تجلس معي ولا تكلمني تأتي متعباً وتنام مباشرة، وما عندك وقت أن تذهب بي في زيارات، وتفاجئني بالولائم والعزائم رن التلفون استعدي خمسة أنفار استعدي عشرين نفراً، وهي قد تتضايق وما عندها الحاجيات الكافية، وهو يقول: عجلي بسرعة الضيوف وصلوا، وهو لم يأتِ بالمصاريف، وهذه الحياة المعروفة فلا يخفى عليكم.
فالمرأة لا بد أن تكون صاحبة تضحية، بعض النساء الحقيقة الله يجزيهن الخير على صبرهن، فعلاً هي في تضحية ليست سهلة، هي الآن تعبت وشقيت ووضعت الطعام، يأتي وبسرعة افتحي الباب ويأخذ الباب ويمشي ولا يكلمها كلمة شكر واحدة، والمرأة تتأثر هو الآن فاجأها، أو بدون اتصال، جاء ودخل البيت وعندي الآن أناس، وتشتغل وتعمل ثم يأخذ الأكل وفي الأخير يتكلم مع الناس ويمكن يذهب معهم، ويقول: اجمعي السفرة، أو يدخل لها السفرة على البيت بقضها وقضيضها وأحياناً لا يقول: جزاكم الله خيراً، وأحسن الله إليكم، وأنت اليوم بيضت وجهي عند الضيوف، المفروض أن نقولها، وهي كلمة لطيفة ملاطفة مكافأة لزوجته، اذهب بها وروح عنها عند أهلها أو عند إحدى صديقاتها.
أحياناً من الأخطاء: يضع الإنسان زوجته عند عائلة ويذهب مشواراً ويرجع الساعة الحادية عشرة ونصف في الليل أو الثانية عشرة في الليل، والزوجة محرجة من أصحاب البيت، والزوج تأخر.
التصرفات مثل هذه كثيرة جداً ولكن المرأة المسلمة التي تضحي في ذات الله وفي سبيل الله مأجورة أجراً عظيماً، والغربيون يقولون: الجندي المجهول، والمرأة في كثير من الأحيان لا نقول: الجندي المجهول، إنما نقول: (إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي، إذا غابوا لم يفتقدوا) (طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع).
بعض النساء في بعض البيوت مع بعض الرجال حالهم مثل هذا الحال، نسأل الله أن يأجرهن أجراً مضاعفاً.
والمرأة تقول أحياناً للرجل: أنت تعلم غيرك، وأنت تنصح غيرك يا زوجي انصحني أنا، علمني أنا ولو كلمة واحدة من هذه الأشياء التي قرأتها، أنت تسمع الآن أعطنا ما نسمعه، وهو قد يهمل في هذا الجانب، وهو شيء موجود عند الرجال مع الأسف.
فالمرأة عندما تصبر على هذا وهي ستقرأ وستسمع بنفسها، وأحياناً زوجها يقرأ وهي سألته سؤالاً أخري عني لا تقطعي حبل أفكاري، فمثلما أنك تعلم غيرك علم زوجتك، فعندما تصبر الزوجة على هذا الصدود من زوجها لم يضع هذا الأجر والعمل عند الله إن شاء الله.