كذلك أيها الإخوة! الرفق لا بد أن يكون -أيضاً- في المعيشة، يرفق الإنسان بمعيشته، بعض الناس يبذرون أموالهم في المأكولات واللبس وفرش البيت وغير ذلك، فلا بد أن يكون الإنسان رفيقاً في هذه الأشياء، ولذلك ورد في بعض الآثار عن سالم بن أبي الجعد أن رجلاً صعد إلى أبي الدرداء وهو في غرفة له، وهو يلتقط حباً منثوراً، فما جاء بالمكنسة وكنس الحب ورماه، وإنما ظل يلتقط هذا الحب، فقال أبو الدرداء:[إن من فقه الرجل رفقه في معيشته] هذا الحديث روي مرفوعاً، لكنه ضعيف وهو موقوف محتمل للتحسين، قال أبو الدرداء:[إن من فقه الرجل رفقه في معيشته] يعني: لا يتكلف ويتبسط في الحياة.
بعض الناس عندهم تعقيد، ولذلك يعيش في شقاء، لأنه لا يمكن أن تنزل هذه الموضة والموديل في السوق دون أن يقتنيه، فيجلس ويتابع ويشقى، ويجري وراء هذه الأشياء المجمعة، ليس هذا هو الرفق في المعيشة الذي قال عنه أبو الدرداء:[إن من فقه الرجل رفقه في معيشته].