أهل الزوجة قد يكونون سبباً في المشاكل الزوجية
ومن الأمور كذلك موقف أهل الزوجة الخاطئ، فإن بعض النساء إذا ذهبت إلى بيت أهلها نتيجة خلاف، فإن من المفروض أن يكون الأب أو الأم أو الإخوة حكماء في استقبال أختهم وبنتهم، فيهدئون الأمور ويطلبون العودة إلى زوجها والصفح عما بدر منه وهكذا، لا أن يزيدوا الأمور تعقيداً فيقولون: لا ترجعي إليه، وهذا لا يستاهل وكذا وكذا إلى آخره، وقد يكون الخلاف من الأشياء العادية التي تحصل بين الزوجين في العادة.
وأعرف أباً من حكمته أنه إذا جاءته ابنته إلى البيت سأل عن السبب، فإذا عرف بأن المسألة من الأخطاء المحتملة العادية قال: لا تدخلي بيتي أبداً ترجعين إلى بيت زوجك في الحال، أما أن يكون موقفه فيه من السلبية كما حصل مع بعض الآباء مرة، فإن زوجاً قد تأخر خارج البيت ولم يذهب إلى البيت إلا الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، فلما طرق الباب رفضت الزوجة أن تفتح له الباب، لماذا؟ لأنه تأخر، لماذا تأتي الساعة الحادية عشرة والنصف ارجع، -سبحان الله! هذا بيته لكن هذا من السفه الذي يكون أحيانا عند بعض الزوجات- وهو يحاول استرضاءها وتهدئة الأمور ومع ذلك ترفع جميع المناشدات، فذهب المسكين إلى أهلها في هذه الساعة المتأخرة وطرق الباب على أبيها، وقال له: الموضوع كذا وكذا فذهب الأب معه إلى البيت فطرق الباب فرفضت البنت أن تفتح الباب وقالت: السبب أنه رجع متأخراً ولماذا يرجع متأخراً؟ فهنا التفت الأب إلى الزوج وقال: نعم.
معها حق، لماذا ترجع متأخراً؟ فطبعاً في هذه الحالة يكون الموقف سلبياً لا يؤدي أبداً إلى انفراج في الأوضاع.
وأحياناً بعض أهل الزوجة يعبئون الزوجة تعبئة نفسية ضد زوجها، كأن يقول -مثلاً- أخوها: أنت مثل الدجاجة تسمعي كل كلام زوجك حرفياً، لا تسمعي كلامه وخالفيه، وإذا عمل لك شيئاً فنحن بجانبك، فهذا من جنس هاروت وماروت، الذين يريدون أن يفرقوا بين الرجل وزوجته، وبلغ من السوء بامرأة تريد أن تفصل بين أخيها وزوجته أن عرفته بمومسة ليقع في حبالها وتفسد علاقته بزوجته.
وهنا قد يسأل البعض سؤالاً فيقول: هل يجوز لي شرعاً أن أمنع زوجتي من الذهاب إلى أهلها إذا كان يحصل من هذه المشكلات، وقد أجاب عن هذا الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله فقال: الأصل أنه لا يجوز للرجل أن يمنع زوجته من أهلها وصلة رحمها، ولكن إذا لاحظ الزوج أن زوجته كلما رجعت إلى أهلها رجعت منقلبة عليه فله أن يمنعها عند ذلك، الآن المفسدة واضحة.
وبعض الناس الزوجة أحياناً قد لا يكون عندهم ذوق في التعامل، فيأتون إلى بيت ابنتهم ويأخذون من البيت متاعاً وأكلاً ونقوداً وملابس تضايق الزوج في النهاية؛ فلأنهم يأخذون أغراض بيته ثم يوقعون ابنتهم في مشاكل مع زوجها ويقولون: لا نرضى عنك حتى تعطينا كل ما نطلب، وهي تحت ضغط أمها أو نحو ذلك تعطيها فتعطيهم، فالمرأة تكرم أهلها، نعم.
ولكن هي راعية في بيت زوجها ومسئولة عن ماله وعن ممتلكاته، فلا يجوز أن تفرط فيها.
وبعض الأحيان يكون من أسباب المشكلات: أن الزوج يهتم بضيوفه ولا يهتم بضيوف زوجته، ومن الأسباب: أن بعض الناس يحتسبون الأجر في إكرام ضيوفهم الرجال، ولا يحتسبون الأجر في إكرام ضيوف نسائهم، مع أن الأمر ربما في إكرام ضيوف زوجتك يكون أقرب إلى الإخلاص من إكرام ضيوفك؛ لأنك لا تظهر في الصورة، فكما أنك تريد إكرام ضيوفك فأكرم ضيوف زوجتك.
ومن المشاكل المشهورة: المشكلات بين الزوج وأم زوجته، ودائماً تقع هذه القضايا كثيراً إلا من عصم الله سبحانه وتعالى، فهذه تشتكي من زوج ابنتها، وتغيرت على ابنتها، وتكلم الناس الخارجين عن ابنتها وسيلة للضغط على ابنتها لتخاصم زوجها، وهي تراعي أمها ولا فائدة، والزوج يراعي أم زوجته ولا فائدة، وما حرم زوجته من أمها رغم المشكلات ولا فائدة، ويقبل رأس أم زوجته ولا فائدة، السبب: قد تكون أم الزوجة ليست راضية عن هذا الزوج في مبدأ الأمر، ولكن الأب زوّجه بالبنت وبقي السخط مستمراً إلى آخر الحياة، وهذا حرام لا يجوز.
وبعض الزوجات قد يخطئن في تدخيل أمها أو أبيها في كل شيء، فترجع إلى أمها في الأشياء المصيرية والقرارات وتجعل أمها وصية عليها وعلى حياتها وتسرب أسرار البيت ونحو ذلك، فهذا يسبب للزوج تضايقاً كثيراً، وبعض الأزواج سيئو التعامل مع أمهات زوجاتهم، فيتهم عمته بأنها استغلالية وأن الواحد إذا أرخى لها الحبل ركبته، وأن أهلك أيتها المرأة غير ملتزمين، ويقع فيهم في أشياء من الغيبة كثيرا.
وفي المقابل هناك مشكلات بين الزوجة وأهل الزوج، فمن المشكلات -مثلاً- أن الإنسان عندما سمى ولده باسم أبيه تبرأت الزوجة من الاهتمام بالولد، كيف تسمي ابني على اسم أبيك أنا لا أقبل، والآن هو يطعمه ويفكه ويغسله ويلبسه ثم جاء الولد الثاني فاهتمت بالولد الثاني، وهذا من الفجور من هذه المرأة.
وبعض النساء قد تكون سيئة الخلق مع أهل زوجها، فإذا جاءوا إلى البيت تتركهم وتذهب، أو تطالب بزيارتهم، فإذا قيل لها: هيا لزيارتهم رفضت سبحان الله! أنت التي اقترحت الذهاب، أو تحرض زوجة أخي زوجها وتقول: ما جاءنا من عندكم إلا خراب البيوت ونحو ذلك، وأحياناً تقول الزوجة: أم زوجي تهينني وتريدني أن أخدمها فقد تكون محقة قد تكون أم الزوج المخطئة، وأغسل الملابس وأكنس البيت وأطبخ لضيوفها هي، وأنا عندي ثلاثة أولاد والرابع في بطني وأنا ضعيفة، والمشكلة أن الزوج يقول: أمي فوق كل شيء، وهذا صحيح ولكن بحدود، فلا يعني هذا أن ترهق أمك زوجتك؛ لأن أمك فوق كل شيء، وليست الزوجة شرعاً مكلفة بخدمة أمك، فإذا كانت أم الزوج سيئة تطرد البنت وتلعنها أو تقول: أنت بنت شارع، أنت بنت زنا ونحو ذلك , وهذا شيء موجود في المجتمع ولا حول ولا قوة إلا بالله! وأحياناً قد يكون الاسم سبب مشكلة كما ذكرنا.
وتأمل هذه المشكلة: ولد أم الزوج تريد أن تسميه -مثلاً- زيداً، وأم الولد تريد أن تسميه محمداً، والآن الولد له اسمان في البيت، إذا جاءت جدته التي هي أم أبيه قالت: يا فلان! تعال، وأمه تقول: يا فلان! تعال، له اسمان في البيت، وأحياناً يكون النزاع بين الزوجة وأهل زوجها بسبب مشكلات مادية، كبيت ونحوه، وهذه أم زوجة سكنت في بيت زوجها مع أن زوجها له بيتان، فقالت الزوجة: لا أسكن معك حتى تطلع أمك من البيت الثاني، وتركت وهجرت وسافرت، وبقي الأولاد في بلد بعيد عند جدتهم والزوج يعمل في بلد آخر والأم في بلد ثالثة، ويتصل الأب على أولاده يقول: ماذا أحضر لكم معي إذا قدمت؟ يقولون: هات لنا معك دواء القمل لا أحد يعتني، لا الأب موجود ولا الأم موجودة.