للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المقصود دعاء: (اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا)]

السؤال

في دعاء القنوت (اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا) في قلبي شيء من الشطر الثاني في هذا الدعاء، فما معناه؟

الجواب

هذا الدعاء موجود في حديث صحيح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وتجده في صحيح الجامع، ويمكن أن ترجع إلى شرحه، والله سبحانه وتعالى يمكر بمن مكر بالدين، قال تعالى: {وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:٣٠] {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} [الأنفال:٣٠]، {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُون * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} [النمل:٥٠ - ٥١].

إذاً: الله سبحانه وتعالى يمكر بالكفار، والله يمكر للمسلمين ويمكر على الكفار، يمكر للمسلمين لمصلحة المسلمين، ويمكر على الكفار، ويمكر بالكفار، أي: يوقع بهم، مثل الكيد كاده وكاد له، كاده أي: ضده، حاك ضده وعمل ضده، وكاد له، أي: من أجله ولمصلحته، قال الله تعالى: {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} [يوسف:٧٦] أي: لأجل يوسف، وأما إذا كاد الله شخصاً فإنه يهلك، ولذلك من كادك فكده، أي: اجعل الكيد عليه، وهذه الصفات لا يشتق منها أسماء، فلا يقال: الله هو الكائد والماكر؛ لأنها صفات مقيدة، الله ماكر بمن مكر به، وماكر بمن مكر بالدين، وماكر بمن مكر بالمسلمين، والله يكيد من يكيد للدين، ويكيد من يكيد المسلمين.