للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نبذة من النونية في ذم التأويل]

وكذلك تجد ابن القيم -رحمه الله- عندما يرد على الأشاعرة المنحرفين في مسائل الصفات، يهزأ بهم بما يشعر السامع بضلالهم فعلاً، ليس بالسب والشتم، وإنما انظر إليه وهو يقول في النونية المسماة بـ الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، هذه القصيدة بلغت ستة آلاف بيت، نظمها من البحر الطويل، كلها منافحة عن الكتاب والسنة، ودعوة للكتاب والسنة، ورد على المبتدعة، تقرأ وأنت تشعر أن الرجل يتكلم من قلبه، وليس شاعراً يؤلف من خياله، فانظر مثلاً وهو يرد على الجهمية في الاستواء؛ لأن الجهمية قالوا: استوى بمعني: استولى، قال:

أمر اليهود بأن يقولوا حطة فأبوا وقالوا: حنطةً لهوان

اليهود قال الله لهم: قولوا: حطة، بمعنى: اللهم حط عنا ذنوبنا، فأضافوا النون، وقالوا: حنطة! استهزاءً وسخرية.

وكذلك الجهمي قيل له: استوى فأبى وزاد اللام للنكران

أي: قال: استولى.

ثم يقول ابن القيم:

نون اليهود ولام جهمي هما في وحي رب العرش زائدتان