فإذاً بعد العرض والميزان ماذا يحدث للصحف؟ تتطاير، فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، بعد هذا يقال: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فعباد الصليب يتبعون الصليب، واليهود يتبعون معبوداتهم، والوثنيون: من يعبد الشمس، ومن يعبد القمر، ومن يعبد الأشجار، ومن يعبد هبل، إلخ فكل واحد يتبع ما كان يعبد، وكل أمة تتبع ما كانت تعبد، هم والمعبودات في النار فإن كانت المعبودات ليست براضية، مثل: عيسى وعزير، عيسى عُبِدَ من دون الله وهو ليس معهم وإنما يتبرأ منهم يوم القيامة:{مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ}[المائدة:١١٧] أما من عُبِدَ من دون الله وهو راض فيكون معه في جهنم أول واحد، طيب الجمادات الشمس والقمر في النار ما وجه إدخالها في النار؟ لتكون عذاباً على عابديها وتكون مما يسعر به النار فيزداد العذاب، ثم تبكيت وخزي للعابدين عندما يرون إلههم الذي كانوا يعبدونه في الدنيا صار معهم في جهنم.
فإذاً العرض الميزان تطاير الصحف ثم ينادي المنادي في الموقف: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فيذهب كل كافر وكل مشرك إلى النار ويقعون فيها مباشرة، يسحبون إليها ويقعون فيها، من يبقى؟ يبقى الموحدون والمنافقون، المنافق -نفاقاً أكبر- مع أنه كافر فلا يذهب مع المشركين إلى النار في الدفعة الأولى، بل يبقى مع المؤمنين؛ لأن صورتهم كانت في الدنيا أنهم مع المؤمنين يتظاهرون بالإيمان، فيقال للبقية الموحدين: اذهبوا إلى الصراط ومعهم المنافقون.