كذلك أيها الإخوة بعض الناس يفكر إذا تاب الآن هل يرجع أحسن مما كان عند الله أم أقل مما كان أم مثل ما كان، هذه المسألة ذكر فيها بعض أهل العلم أقوالاً، ولكن يقول ابن القيم رحمه الله: الصحيح التفصيل وهو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن من التائبين من لا يعود إلى درجته قبل الذنب، ومنهم من يعود إلى نفس الدرجة، ومنهم من يعود إلى درجة أعلى، وذلك بحسب الهمة، لو أن واحداً كان بمستوى معين من الطاعة، ثم أذنب وتاب، وهذه التوبة دفعته إلى مزيد من الأعمال أكثر من الأول، فإنه يرجع إلى درجة أعلى، وآخر تاب لكن رجع إلى نفس المستوى من الطاعة، محيت التوبة فاستمر على نفس الدرجة، وثالث تاب لكن الذنب شرخ شرخاً قلل الطاعة عنده فهو الآن يرجع إلى مستوى أقل مما كان عليه قبل الذنب، وداود عليه السلام رجع بعد التوبة إلى منزلة أعلى من منزلته قبلها لأن توبته كانت عظيمة.
بعض الناس يتوبون -وهذه مسألة مهمة أيها الإخوة- نتيجة عبادة من العبادات مؤقتة أو حدث معين، بعض الناس يذهب إلى الحج أو العمرة ويرجع متغيراً، تاب إلى الله وتجده الآن قد تحسن مظهره وتغير شكله، أو شخص أصابه حادث سيارة ونجا منه، طبعاً رق قلبه للحادث وكيف حصل وكيف أنجاه الله، فتحسنت أحواله والتزم بطاعة الله، أو مثلاً مرض مرضاً شديداً ثم شفي منه، تجد بعض الناس يتحسنون، لكن لا يستغلون هذا التحسن في تنمية إيمانهم والمزيد من العبادات، يبقى على حاله حتى يخف تدريجياً مع الزمن حتى يعود كما كان، ولذلك لابد من استغلال هذه الأشياء.