من أسباب انهيار الأسر: التسرع في الطلاق، وكثرة الطلاق.
ولو قلنا: إن الطلاق اليوم من الأمور المنتشرة لما كنا كاذبين، واسأل المحاكم وسجلاتها عن حالات الطلاق التي تحدث لأتفه الأسباب.
إن هذه الماديات هي التي فرقت بين الزوجين، وهذه المشكلات التافهة، والشجار البغيض سببه أن الأب لم يتربَّ على الإسلام، ولا الأم نشأت على الإسلام كما ينبغي، ولذلك نجد الشجار، والطلاق لأتفه الأسباب، والنتيجة: انهيار الأسر وتشرد الأولاد، فهم إما مع الأب أو مع الأم، فلا يرون أباهم أو لا يرون أمهم، أو هم متوزعون بينهما، وهذا يؤجج البعض على البعض الآخر وهكذا!! طلق أمها وعمرها شهرين، والآن البنت عمرها ثمانية وعشرين سنة لم ترهُ إلا مرةً واحدة في زيارةٍ عابرة، لا سأل عنها ولا أنفق عليها، ثم يتقدم الخطاب وهو يتعنت في رفضهم!! وآخر طلق زوجته ومعها ولد، مكث أربع سنوات لا يسأل عن الولد ولا يراه، وأصيبت الأم بمرض وماتت ولم يأت حتى للعزاء، ولا جاء حتى يسأل عن الولد إلى هذه الساعة، وماذا نملك له إذا نزع الله الرحمة من قلبه.
قبل أن تطلق فكر بالأولاد، ماذا ستفعل معهم غداً؟ هل ستزورهم لتطمئن عليهم، أم ستنشغل بترتيب وضعك الجديد، وبعد ذلك لن تر الأولاد وسيضيعون، وإذا جئت تسأل عنهم يطالبك طفلك الصغير أن تدخل على أمه ويقول: لماذا تقاطع أمي؟!