أريد أن أنبه إلى قضية مهمة تعرض لبعض الشباب أو الذين يريدون طلب العلم ألا وهي: أن بعضهم يريد الطلب على المشهورين من العلماء، يقول: أريد أن أسافر إلى البلد الفلاني أو إلى الإقليم الفلاني وآخذ على العالم الفلاني، وقد يكون عنده في بلده من طلبة العلم من يسد حاجته، لكن يريد طلباً ربما يكون مقصده حسناً في الذهاب إلى الأعلم وهذا شيء طيب جيد ولا إشكال فيه، لكن أحياناً يكون العالم المشهور ما عنده حلق علم للمبتدئين وإنما حلق العلم التي عنده للمتوسطين أو المتقدمين، وكثير من حلق علم العلماء المشهورين لا تصلح للشباب المبتدئين في الطلب؛ فلذلك لا يركب رأسه ويقول: أريد أن أذهب إلى الشيخ الفلاني وأستأجر هناك وأجلس وأتغرب وأترك البلد، ثم يذهب ويجلس ولا يفهم، ويريد أن يصعد السلم بالمقلوب وهذا خطأ؛ ولذلك إذا استطاع أن يجد في بلده من طلبة العلم من يكون عنده دروساً للمبتدئين يلزم هذه الدروس؛ لأن هذا هو الوضع الطبيعي في التسلسل في التعلم، ويترقى ويتدرج ويحصل ويحصل حتى إذا تمكن وقوي عوده ذهب للقاء الكبار وطاف وسافر ورحل وهكذا.
ولا يستبعد أن يستفيد المبتدئ أبداً من طالب علم أكثر مما يستفيد من عالم من جهة السهولة؛ على أن بعض طلبة العلم ربما يشرحون شرحاً يجمعون فيه من الأقوال والترجيحات والأشياء ما لا يفعله بعض العلماء في تشعبهم، ولذلك إذا وجدت حلق علم وجلسات ذكر للمبتدئين في طلب العلم في بلدهم فهي البداية الطبيعية.