ومن الأشياء المهمة قراءة الأئمة وأصواتهم بالقرآن، وسماع الخطب المؤثرة، أو المواعظ، أو الدروس من مكبرات المساجد، بعض الناس لا يأتون المسجد، لكن هم في داخل بيوتهم يسمعون قراءة مؤثرة، أو يسمعون صوت شخص يلقي موعظة، فيكون هذا الصوت وسيلة لجذبهم.
يصاب بهموم وغموم، يطرد من المدرسة، أو الجامعة، أو الوظيفة، أو يصدم بسيارة، فيتسبب في حادث كبير، أو أبوه يطرده من البيت فيبحث عما يزيل الهم والغم، ينهمك في سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام وشرب الدخان وتعاطي المخدرات هرباً من الواقع، أو يسافر إلى الخارج، لكنه لا يجد حلاً لمشكلته، ولا يزداد إلا هماً على هم وغماً على غم، ثم يعرض له نور وباب خير ينفتح، فيستمع لقراءة خاشعة من إمام مسجد على الطريق، أو يسمع شريط قرآن، فيكون هذا من أسباب التأثر والهداية.
يسمع قراءة الإمام الخاشع في التراويح يبكي والناس خلفه يبكون، يدعو والناس خلفه يؤمنون، يتأثر ويخشع ويجهش بالبكاء، ويتأسف على أيام الضياع، ويوقف سيارته على جانب الطريق، ويخرج علبة السجائر وأشرطة اللهو والباطل ويكسرها ويحطمها ويتلفها، وتكون هي نقطة الانطلاق في درب الاستقامة.
إذاً ينبغي على الأئمة والخطباء الاعتناء بعملهم، يعتني بالحفظ، يعتني بالقراءة، بالتجويد، بالخشوع في الصلاة؛ لأن وراءه أناس يمكن أن يهدي الله بعضهم بتلك القراءة، خطيب الجمعة كم عليه من المسئوليات! هذا المنبر ينبغي أن يعطى حقه، ينبغي أن يتقن العمل؛ لأنك أنت في موقع المسئولية، يسمعك أشخاص قد يهديهم الله سبحانه وتعالى بسبب خطبتك، فما أشد تقصير الخطيب الذي لا يحضر للخطبة، والإمام الذي لا يهتم بالإمامة ويغيب عن المسجد، ولا يهتم بالحفظ، فيكرر عليهم دائماً آيات ربما لا تقع منهم موقعاً، لما يرون من عدم حفظ إمامهم، فهذه من الأمور التي ينبغي الاعتناء بها.