[من مقتضيات الولاء لله: عدم اتخاذ أعداء الله أولياء]
من مقتضيات الولاية لله: عدم اتخاذ أعداء الله أولياء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة:٥١] وهناك كثير من المسلمين اليوم يسارعون في موالاة الكفار ومصادقتهم وعقد الاحلاف للنصرة فكيف يجتمعان في قلب عبد؟ وفي العصر الحديث في بلاد الهند لما أتاها النصارى فاستعمروها وكان فيها كثيرٌ من المسلمين، قال العلامة صديق حسن خان رحمه الله، وكان ملكاً في جزء من أرض الهند أو السند كتب مؤلفاً وهو العبرة فيما جاء بالغزو والشهادة والهجرة، يقول فيه عن شيء من أشكال الولاية للكفرة، قال: وأما القوم الذين في بلاد الإسلام والمسلمين ويدعون أنهم من رعية النصارى، ويرضون بذلك ويفرحون به، وإنهم ليتخذون لسفنهم بيارقة، وهي التي تسمى رايات مثل رايات النصارى، إعلاماً منهم بأنهم من رعاياهم، فهؤلاء قومٌ أشربوا حب النصارى في قلوبهم، ويعتقدون بأن النصارى أقوم للبلاد في حفظها من المسلمين، فإن كان القوم المذكورون جهالاٌ يعتقدون دين الإسلام وعلوه على جميع الأديان، وأن أحكامه أقوم الأحكام وليس في قلوبهم مع ذلك تعظيم للكافر وأربابه، فهم باقون على أحكام الإسلام، لكنهم فساق مرتكبون لخطبٍ كبيرٍ يجب تعزيرهم عليه وتأديبهم وتنكيلهم، وإن كانوا علماء بأحكام الإسلام، ومع ذلك صدر منهم ما ذكر، فيستتابوا، فإن رجعوا عن ذلك وتابوا إلى الله وإلا فهم مارقون، فإن اعتقدوا تعظيم الكفر؛ ارتدوا وجرى عليهم أحكام المرتدين.
فهذه المظاهر إظهار شعارات النصارى، والتشبه بهم في ملابسهم وحضور أعيادهم وتهنئتهم بمناسباتهم، دلالة على ولايتهم من دون الله وتوليهم.
أتحب أعداء الحبيب وتدعي حباً له ما ذاك في إمكان
كيف تحب أعداء الله وتحب الله؟ لا يمكن أن يجتمعان في قلب عبد، وكثير من المسلمين يعظمون اليهود والنصارى، ويعظمون الكفار يعتقدون أن الكفار أحسن من المسلمين، وأنهم أفضل من المسلمين في نواحٍ كثيرة.
يقول النووي رحمه الله في الروضة في باب الردة ما لفظه:"ولو قال معلم الصبيان أن اليهود خير من المسلمين بكثير، من أجل ماذا؟ لأنهم يقدرون حقوق معلمي صبيانهم كفر".
الذي يقول: إن اليهود أحسن من المسلمين بكثير، لماذا؟ يقول: لأن اليهود يعطون معلمي الصبيان الحقوق والمسلمين لا يعطونهم، فهو كافر.
واليوم وُجِدَ من المسلمين من ذهب إلى بلاد الكفار وقال بعد عودته: وجدتُ إسلاماً بلا مسلمين، وجد هناك إسلاماً بلا مسلمين، هو المسكين يظن أن الإسلام هو النظافة والترتيب وتنظيم الأعمال والإنتاج، يظن أن هذا هو الإسلام، لا حول ولا قوة إلا بالله، مسخت العقيدة نسأل الله السلامة.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى أن ترزقنا ولايتك، اللهم اجعلنا ممن يوالي فيك ويعادي فيك، اللهم اجعلنا ممن يحب أولياءك ويبغض أعداءك، واجعلنا ممن أمرتهم على التوحيد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.