يقول: في تناولك لموضوع الضرة حيث أن زوجتي معي، فهل من كلمة عن صبر المرأة على الضرة ولو من كلمات قليلة جداً حتى لا يحدث هذه الليلة طرد من المنزل، والله أعلم أين أنام؟
الجواب
على أية حال: هو لم يقل: لا تقرأ الرسالة، فلعل قراءتها لوحدها موعظة، إن كان يمزح، فالحمد لله، وإن كان جاداً فهذه المصيبة، أن الرجل يخشى ما سيحدث له، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه) إذا كان الذي لا يأمن جاره يبقى في خوف، الليلة لا يدري ماذا يحدث له من جاره يا ترى! أي مصيبة ستنزل علي من جاري؟ فإذا كان الزوج لا يأمن على نفسه هذه الليلة ماذا سيحدث له من زوجته وأي مصيبة ستفعلها له، فهذه من الطوام! والحديث السابق دلَّ على غيرة عائشة رضي الله عنها، وكيف تحمل النبي صلى الله عليه وسلم غيرتها، وأنه لما غضب لم يخرج من عند عائشة إلا وقد تعهدت بعدم إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت:[لا أذكرها إلا بخير] وأن عائشة رضي الله عنها كل الذي حصل منها كلام في قضية ما تذكر من خديجة، أما التمرد على الزوج فهذا شيء خطير، الآن بعض النساء تقول: هذه عائشة ونحن نفعل أكثر، نقول: لا.
أولاً: عائشة إذا كان الذي صدر كلام، فبعض الزوجات تمتنع من الخدمة، ومن المبيت مع الزوج، ولا تطبخ طعامه، ولا تكوي ثيابه ولا تغسله، ولا تنظف بيته، وهذا تمرداً ونشوز.
ثانياً: عند عائشة من الفضائل ما يغطي على كل ما فعلت، فماذا عند النساء هؤلاء من الفضائل حتى يغطين كل ما يفعلن؟ فلا تقول هي: إذا فعلت عائشة كذا نحن نفعل أكثر، لا، لأن عائشة عندها من الفضائل ما إذا انغمرت فيها هذه الكلمات ذهبت، لكن ماذا عند المرأة من الفضائل حتى تغمر إيذاءها لزوجها فيه، يعني: هذا كلامنا كله في خديجة، وكيف أنها هيأت لزوجها السكن المريح والجو الهادئ وخدمته ونحو ذلك، هذا الذي ينبغي أن تقوم به المرأة تجاه زوجها، ونحن بلينا بالأفلام والمسلسلات التي تصور أن الشقاء لازم لكل من تزوج اثنتين، وأنه لابد أن تحدث كوارث، ولابد أن ينتهي بطلاق إحداهما، وأنه إذا انكشف أنه تزوج الثانية معناه أنه سوف يحصل شر عظيم ونحو ذلك، كل هذا جاء من أعداء الإسلام لأجل أن يقع الناس في الحرام ولا يتزوجوا الزوجة الثانية والثالثة، وتكون هناك عوائق كبيرة جداً أمام من يريد أن يعف نفسه، فهذا الكلام هذا طويل في موضوع تعدد الزوجات، وليس الآن مجال الطرح، ولكن نوصي الزوج إذا أراد التعدد فعليه بالعدل، ويجب على الزوجات أن يتقين الله في الزوج، والعدل أساس كل شيء بالتجربة، كل المجربين يقولون: إن المرتاح هو الذي يعدل، لأنه إذا عدل، لم يبق لامرأة أي كلام عليه.