للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التشبه بأعياد الكفار أخطر من التشبه بزيهم]

والتشبه بالكفار فيما هو من شأنهم، كعيد الحب، أخطر من التشبه بهم في أزيائهم أو ملابسهم وسلوكياتهم؛ لأن دينهم إما مخترع أو محرف، وما لم يحرف منه فهو منسوخ، فكيف إذا كانت القضية احتفالاً بعيد الحب، وتشبهاً بعبادة الأوثان كما كان عند الرومان، وبأهل الكتاب في هذا القديس الذي قيل: إنه شخصية خرافية، وقيل: إنه شخصية حقيقية لكنهم غلو فيه، فالأمران أحلاهما مر.

والمقصود مما تدندن حوله القنوات الفضائية، والاحتفالات التي تكون فيها، والبرامج المخصصة في هذه القنوات وغيرها هو: إشاعة الفاحشة في المؤمنين، إنه مخطط كبير، لكي يقبل الشباب والشابات من أبناء المسلمين على هذه الثورات الشهوانية البهيمية الحيوانية التي يريدون من ورائها تحطيم الأمة.

قل لي يا أيها المسلم: لو وضعت نفسك مكان مخطط يهودي يخشى أن تجتمع طاقات الأمة والشباب فيها على غزو اليهود أو الانتقام من النصارى، فما هي الطرق التي تذيب بها هذه الإرادات للجهاد؟ كيف تحطم أمة تخشى منها؟ كيف تلهي أمة عن الواجب الذي يخشى منه هؤلاء اليهود والنصارى؟

الجواب

بإلهائهم بشتى أنواع الإلهاء، وإثارة الشهوات فيهم، وهكذا يقوم عيد الحب بدوره وإحيائه في هذه القنوات وفي غيرها؛ لأجل تحطيم إرادة الجهاد، وتحطيم النقاء والطهر الموجود في أبناء المسلمين وبناتهم، إن المسألة إذاً خطة والذي قد دخل فيها دون أن يعلم أنها مخطط فهو مغفل مسكين إن إنساق وصار أداة من الأدوات.

والله تعالى لا يرضى لعباده الكفر، والله عز وجل نهانا عن الذين قاتلونا في الدين أن نبرهم ونقسط إليهم، وقال: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة:٢٢].

فما معنى إذاً الترويج للنصرانيات الفاجرات وغيرهن في تعليق شباب المسلمين بتلك الشخصيات؟ قل لي يا عبد الله: إن ظهور مثل أولئك على الشاشات، وهذه الدعايات العظمية التي تقوم لأولئك النصرانيات الفاجرات وغيرهن من أبناء المسلمين المتأثرين بهن، عندما تعرض على الملأ، وعندما يحب هؤلاء المشاهدون ويقلدون تلك الشخصيات التي تروج لمثل عيد الحب وغيره، وتنتهي الورود الحمراء من المحلات، وتدخل داعية مسلمة إلى قاعة في مدرسة، لتلقي على الطالبات في هذا اليوم، فإذا بها تفاجأ بما يحطم المعنويات ويحبط الآمال، فترى كل بنت تقريباً في هذه الصالة إن لم يكن معها وردة حمراء فمعها شال أحمر، أو منديل أحمر، أو شنطة حمراء، أو جورب أحمر، أو معطف أحمر، أو نوع زينة حمراء على الشعر، ونحو ذلك، المهم الاقتباس ولو بشيء يسير من أولئك الكفرة، أي شيء أحمر في ذلك اليوم