[المداومة على الأعمال الصالحة]
أيها الإخوة: وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (قل آمنت بالله ثم استقم)، وقول الله عز وجل قبل ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت:٣٠] يفيد فائدة تربوية عظيمة وهي: الاستمرار على عمل الطاعات، وعدم قطعها حتى ولو كانت نوافل.
ولذلك كان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدومها وإن قل، فلو لم يصل الإنسان إلا ثلاث ركعات في الليل، لكنه يستمر عليها، فهذا شيء طيب، وهذا أفضل من أن يصلي إحدى عشرة ركعة في الليل لمدة شهر ثم ينقطع فلا يركع ركعة.
ولو أن إنساناً يصوم يوماً واحداً في الشهر أو يوماً في الأسبوع، أو ثلاثة أيام في الشهر فقط ويستمر عليها، فإنه أفضل من الذي يصوم يوماً ويفطر يوماًَ لمدة ثلاثة أشهر ثم ينقطع عن الصيام تماماً طيلة عمره.
إذاً: المحافظة على الأعمال الصالحة نتيجة الاستقامة، ومن مقتضيات الاستقامة ومستلزماتها، (قل آمنت بالله ثم استقم)، واصل المشوار، وأكمل ما أنت عليه من الطاعات.
وإذا تأملت معي الحديث القدسي الذي يقول: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) كلمة (لا يزال) هذه من معاني الاستقامة.
والمعنى: أي هو مستمر، لا يزال يتقرب ويتقرب، ويقوم بالنوافل ويفعل، حتى يصل إلى تلك الدرجة العظيمة، (وإذا أحب الله تعالى عبداً، نادى جبريل: إني أحب فلاناً فأحبه، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: أحبوا فلان بن فلان، ثم يوضع له القبول في الأرض).
أيها الإخوة: إن من المعاني التربوية العظيمة للاستقامة: الممارسة العملية اليومية المستمرة لهذه النوافل بقدر الطاقة، والاستمرار عليها وعدم قطعها، (يا عبد الله! لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل)، قطع النوافل يقسي القلب، وقطع الأشياء التي اعتادها الإنسان يقسي القلب، ويجعل النفس في وحشة بعيدة عن الله عز وجل.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك، اللهم واجعلنا من أهل السداد والاستقامة، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصر إخواننا المسلمين في فلسطين، اللهم أمددهم بجيش من عندك، اللهم وأنزل عليهم ملائكة من عندك تثبتهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم من أراد منهم الله والدار الآخرة فكن معه يا مولانا لا ألله، اللهم من أراد بعمله جهاداً في سبيلك، ومعاداة لأعدائك اليهود اللهم ثبته وانصره وأيده بجند من عندك يا رب العالمين، اللهم أهلك اليهود ومن شايعهم، اللهم إنهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، اللهم إنهم شنقوا أطفالنا فاشنقهم في الدنيا قبل الآخرة يا رب العالمين، اللهم واجعلهم عبرة لكل معتبر اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم، واجعل دائرة السوء عليهم يا رب العالمين اللهم إنك العزيز الجبار المتكبر، اللهم أنزل بهم بطشك ونقمتك يا رب العالمين، اللهم لا تجعل لهم قائمة في الأرض، اللهم إنهم أفسدوا وأفسدوا وأفسدوا، اللهم فاجعل دائرة السوء عليهم وابطش بهم ونكل بهم يا رب العالمين.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:٩٠]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:٤٥].