[الصحابة وفداؤهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم]
من حبهم للنبي عليه الصلاة والسلام أنهم كانوا يفدونه بأنفسهم.
عن الزبير بن العوام قال:(كان على النبي صلى الله عليه وسلم درعان يوم أحد، فنهض إلى الصخرة، فلم يستطع، فأقعد طلحة تحته، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى استوى على الصخرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أوجب طلحة) حديث حسن في الترمذي، ((أوجب طلحة) أي: الجنة، فأثبتها لنفسه بهذا العمل؛ لأنه خاطر بنفسه يوم أحد، وفدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان وقايةً له حتى طعن ببدنه، وجرح جميع جسده حتى شلت يمينه وقطعت أصابعه، طلحة كانت يده شلاء رضي الله عنه.
وأبو طلحة لما أشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم ليرى نتائج المعركة وماذا في الساحة، جعل أبو طلحة يقول ((يا نبي الله! بأبي أنت وأمي لا تشرف فيصيبك سهمٌ من سهام القوم، نحري دون نحرك) رواه البخاري.
وفي غزوة أحد وقف سبعة من الأنصار، واثنان من قريش عند النبي عليه الصلاة والسلام حماية، فلما رهقوه -أي: المشركون رهقوا النبي عليه الصلاة والسلام- قال:(من يردهم عنا وله الجنة؟ -أو هو رفيقي في الجنة- فتقدم رجلٌ من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضاً، فقال: من يردهم عنا وله الجنة؟ -أو هو رفيقي في الجنة- فتقدم رجلٌ من الأنصار، فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ما أنصفنا أصحابنا) قال لصاحبيه الباقيين من قريش -وهم مهاجرون- الحديث رواه مسلم.