أما الأدب: فقد ذكر ابن فارس رحمه الله أن الأدب دعاء الناس إذا دعوتهم إلى شيء، وسميت المأدبة مأدبةً لأنه يدعو الناس فيها إلى الطعام، والأدب هو الداعي، وكذلك فإن الأدب أمرٌ قد أجمع على استحسانه، وعرفاً: ما جعل خلقه إلى المحامد ومكارم الأخلاق وتهذيبها، وذكر ابن حجر رحمه الله تعالى في شرحه لكتاب الأدب من صحيح الإمام البخاري رحمه الله، قال: الأدب استعمال ما يحمد قولاً وفعلاً، وعبر بعضهم عنه بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق، وقيل: الوقوف مع المستحسنات (الأمور المستحسنة) وقيل هو تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك، والأدب كذلك مما ورد في تعريفه: حسن الأخلاق، وفعل المكارم.
والأدب الذي يتأدب به الأديب من الناس سمي أدباً لأنه يأدب الناس إلى المحامد ويدعوهم إليها، وجاء في المصباح عن الأدب: تُعلم رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، وقيل: الأدب ملكة تعصم من قامت به عما يشينه.