للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[القاعدة العاشرة: الدعاء]

أيها الإخوة لابد من الإعداد بالسلاح في هذا الصراع، وسلاح المؤمن هو الدعاء، لا يخونك في النوائب والملمات، في كل وقت وحين استعمله {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:١٨٦] هل قال: وإذا سألك عبادي عني فقل: إني قريب؟ لكن ما قال: فقل؛ ليبين شدة القرب {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:١٨٦] ادع ربك أن يصرف عنك السوء والفحشاء، أيهما أبلغ: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} [يوسف:٢٤] أو: لنصرفه عن السوء والفحشاء؟ الأولى: الفحشاء والسوء مصروفة، والثانية: يوسف هو المصروف، أيهما أبلغ؟ الأولى أو الثانية؟ الأولى، وهي التي في التنزيل؛ لأن الله إذا صرف عنك السوء والفحشاء لو بحثت عنها فلن تحصلها، لكن إذا صرفك الآن قد لا يصرفك مرة أخرى إذا عرض لك السوء والفحشاء، ولذلك يوسف دعا ودعا {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ} [يوسف:٣٣ - ٣٤].

ما هي الأدعية؟ اللهم ثبت قلبي على دينك (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) رواه مسلم (اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي) دعاء نبوي في سنن أبي داود، وهو حديث صحيح.

ولا تأمن مكر الله، بعض الناس يقولون: نحن شباب ملتزمون ودعاة، ونحن طلبة علم لا أحد فوق مستوى الشهوات، يتطرق إلى الجميع، إبراهيم عليه السلام لم يأمن على نفسه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم:٣٥] إبراهيم يخشى أن يعبد الأصنام، يقول: {وَاجْنُبْنِي} [إبراهيم:٣٥] إبراهيم {وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم:٣٥] {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً} [الإسراء:٧٤].

إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده