للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية المحافظة على العلم وتثبيته]

كيف يثبت العلم؟ تجد بعض الطلاب يقولون: نحن نقرأ ونقرأ ولكننا ننسى، كيف نحافظ على العلم؟ وكيف يستمر معنا في صدورنا؟ أهم وسيلة للحفاظ عليه هو العمل به، لأنك إذا عملت به ترسخ في نفسك، وإذا صار سجيةً عندك كيف تنساه؟ خذ أي حديثٍ في أي ذكرٍ من الأذكار، أو أي صلاة من الصلوات النافلة، أو أي مسألة من المسائل، فعندما تعمل بها وتصبح مقررة عندك في نفسك وسجية لك في طبعك، وعادة من عاداتك لا تنساه، لكن إذا كان مجرد علم نظري لا تعمل به، فنسيانه سهل.

قال الفضيل رحمه الله: "لا يزال العالم جاهلاً بما علم حتى يعمل به، فإذا عمل به كان عالماً".

وقال عبد الله بن المعتز: "علمٌ بلا عمل، كشجرةٍ بلا ثمرة! " وقال أيضاً: "علم المنافق في قوله، وعلم المؤمن في عمله".

وأنشد محمد بن أبي علي الأصبهاني لبعضهم أبياتاً لطيفة يقول فيها:

اعمل بعلمك تغنم أيها الرجل لا ينفع العلم إن لم يحسنُ العملُ

والعلم زينٌ وتقوى الله زينته والمتقون لهم في علمهم شغلُ

وحجة الله يا ذا العلم بالغة لا المكر ينفع فيها لا ولا الحيلُ

تعلم العلم واعمل ما استطعت به لا يلهينك عنه اللهو والجدلُ

وعلِّم الناس واقصد نفعهم أبداً إياك إياك أن يعتادكَ المللُ

وعظ أخاك برفقٍ عند زلته فالعلم يعطف من يعتاده الزللُ

وإن تكن بين قومٍ لا خلاق لهم فأمر عليهم بمعروفٍ إذا جهلوا

فإن عصوك فراجعهم بلا ضجرٍ واصبر وصابر ولا يحزنك ما فعلوا

فكل شاةٍ برجليها معلقة عليك نفسك إن جاروا وإن عدلوا

وقال يونس بن ميسرة: "تقول الحكمة: تبتغيني يا بن آدم؟ وأنت واجدني في حرفين: تعمل بخير ما تعلم، وتذر شرُ ما تعلم".