أما بالنسبة للمشتبهات فكان كلام أكثر العلماء: أن طاعة الوالدين واجبة في الشبهات إن لم تجد فيه حراماً محضاً.
لكن لو أنهما أمراك أن تأكل معهما، وإذا ما أكلت معهما يغضبان عليك، والطعام الذي يأكلانه فيه شبهة، ماذا تفعل؟ بناءً على قول الأكثرين: فإنك تأكل معهما فإن ترك الشبهة مستحب، وطاعة الوالدين واجبة، فيقدم الواجب على المستحب، فإن كان الأب مكسبه من حرام أو الأم مكسبها من حرام أيضاً، فإذا علمت أن هذا حرام معين؛ لا تأخذه ولا تأكل منه، وإذا اختلط الحرام بالحلال، وليس فيه تمييز؛ فإنك تأكل إذا أمراك بذلك، فإن كان حراماً خالصاً؛ فإنه لا يأكل، وإن كان مختلطاً فإنه يأكل.
وسئل الإمام أحمد رحمه الله: عن رجل مات أبوه وعليه دين وله مال فيه شبهة، فهل يجوز لي أن آخذ مال الأب وأستوفيه لأقضي به الدين؟ قال: تدع ذمة أبيك مرتهنة أي: اقض الدين لأن قضاء دين أبيك واجب، وتحصيل الأموال التي فيها شبهة ليس بحرام، فتسدد دين أبيك.