شعورهم لما شاع أن النبي عليه الصلاة والسلام طلق نساءه، ماذا فعل الصحابة؟ قعدوا عند المنبر يبكون، والحديث في صحيح البخاري من حديث عمر، قعد الصحابة يبكون وجاء معهم عمر وجلس معهم وهم يبكون.
مشاعر تعاطف مع النبي عليه الصلاة والسلام وحزناً على ما حصل لأهله.
إنهم الصحابة الذين علمونا الشعور بالمسئولية، ما كانوا لعابين أو مهملين، فـ أبو بكر الصديق عندما كلف زيداً أن يجمع القرآن ويكتبه قال له:[إنك رجلٌ شابٌ عاقلٌ لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن تجمعه، يقول: والله لو كلفوني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن] رواه البخاري.
وعبد الرحمن بن عوف يستشير الناس بعد مقتل عمر: بقي الآن علي وعثمان، من الخليفة؟ يستشير الناس، ويجمع رأي المسلمين جماعات وأشتاتاً، ومثنى وفرادى، وسراً وجهراً حتى خلص إلى النساء واستشار العجائز، وحتى سأل الولدان في المكاتب، وحتى سأل الركبان والأعراب ثلاثة أيام بلياليها لا يغتمض بكثير نومٍ إلا صلاةً ودعاءً واستخارةً، تحمل مسئولية اختيار الخليفة، يحس الإنسان أن هناك شيئاً ثقيلاً يلقى عليه، يتحمل ويقوم ويمشي.
اليوم عدد من الشباب وعدد من الناس إما أن يهرب من المسئولية فلا يريدون مسئوليات، لا أقصد مناصب، إنما أقصد تحمل الأعباء، والشيء الثقيل، وإذا حملها قال: تشريف، وعمله يدل على أنه تشريف وتفاخر بها، ولا تعطى حقها، لماذا أيها الإخوة؟