ومما ينقصنا العلم الشرعي، سألني شخص أن أمه تصلي المغرب أربع ركعات، ولا تقرأ الفاتحة إلا في الركعة الأولى، وهذا يقول: إنه مسح على جوربيه سنوات طويلة بغير طهارة، أي: لو نقض الوضوء، يمسح على الجوربين ولو لبسها بغير طهارة، يقول: ما كنت أدري أنه لا بد من طهارة للبس الجورب، وهذا الذي تجلس بجانبه فيقرأ لك الصابرين والصادقين والقانتين والمنافقين والمستغفرين بالأسحار، أي: ذلك الرجل الذي قرأ من زمان ذلك الكتاب ولا زيف فيه، أي: تقول: ما كان هناك نقط في المصحف، أما الآن فهو منقط ومشكول، وانظر الأخطاء.
ويقول لك بعض من يطلب العلم: هذا قرأناه في كتاب المحْلِي والمُغَنِي، سبحان الله! المحلى لـ ابن حزم، والمغني، ليس المغَني، والمربع صار، المربَّع، وهذا يقول: من هو الإمام (مقيده) الذي يكثر كان الشنقيطي النقل عنه؟ الإمام مقيده من هو؟ الشنقيطي يقول: قال مقيده عفا الله عنه، مقيده أي: الذي كتب الكتاب، يقول: هذا مقيده الشنقيطي يكثر النقل عنه، من هو الإمام (الباقون)؟ كل لحظة: قرأ الباقون، قرأ الباقون، الباقون أي: باقي القراء السبعة.
وهناك باحث في رسالة ماجستير وتحقيق مخطوطة، يقول في التعريف: ويبدو أن أباه كان عالماً بالقراءات، أي: أبو المصنف كان عالماً بالقراءات، فإنه كثيراً ما يقول في كتابه: وقرأ أبي وقرأ أبي، وهي: قرأ أُبيّ، وهذا استنبط أن أبا المصنف كان عالماً بالقراءات، هذا باحث ماجستير.
فيا إخواني! الجهل صار في هذه الأمة متفشياً عجيباً مؤلماً وحالات مضحكة، وهناك أمور من الأساسيات تختفي، تمارس علينا القنوات الفضائية غزواً فكرياً شريراً جداً جداً يهز الثوابت في نفوس العامة.
مثلاً: استقر في نفوس العامة أن الربا حرام، ألف بألف ومائة حرام.
فصار الكلام يدور الآن، وبدأ بعض العامة فعلاً تتخلخل عندهم قضية أن الربا حرام.
مثلاً: تعدد الزوجات، نتيجة الهجوم على هذا المبدأ؛ بدأ بعض العامة يقولون: النساء وبعض النساء، وغير ذلك.
إذاً: الثوابت تهتز ومعنى ذلك أن هناك خللاً كبيراً بسبب ضياع العلم عند بعض الناس.