الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله خالق كل شيء، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين، بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
أيها الإخوة: الاستقامة تدخل في مجالات كثيرة، ولو طبقت الاستقامة تطبيقاً صحيحاً لوجدت أنها الحل لجميع المشاكل، فلو أن الأب استقام على شرع الله عز وجل، فربى أولاده تربية إسلامية صحيحة، خالية من المنكرات والانحرافات، وعرف ماذا يطعم أولاده، وتحرى الحلال لهم؛ فإن هذا يساعد في إنشاء البيت المسلم، ويكون هذا البيت لبنة صالحة في المجتمع، ولو أن الأم استقامت على شريعة الله، فحفظت عرضها ومال زوجها، وأولادها، واستقامت على شرع الله، لتطهر البيت من كثير من الأرجاس والأنجاس.
ولو أن التاجر استقام على شريعة الله، فتجنب الغش في بيعه وشرائه، وراقب الله عز وجل في تصرفاته، ومشى على حدود الله وأحكامه، وتجنب الحرام كالربا والرشوة وغيرها فتأمل ماذا سيحدث؟! ولو أن المدرس استقام على شرع الله، فاتقى الله تعالى واستقام في طريقة تدريسه، وماذا يدرس، وكيف يدرس، وعرف كيف يستغل مكانه في تربية الطلبة تربية إسلامية، فكيف سيكون الحال؟! ولو أن القاضي استقام على شرع الله عز وجل، فلم يجر في الحكم ولم يحد، وعدل العدل الذي أمر الله به، فكيف سيكون وضع المجتمع؟! وهكذا من أصناف الناس، لو أنهم كلهم استقاموا على شرع الله فكيف سيكون الأمر؟!