للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تأثر الطلاب بزملائهم الأجانب والمبتدعة في الكليات غير الشرعية]

السؤال

بالإضافة إلى أن أكثر الدارسين معنا من الأجانب والمبتدعة، لهم تأثير مهما تجنبناهم؟

الجواب

هذا الشيء يحس به كثيراً الذين يدرسون في الخارج، قد يدرس في فصل عنده مجموعة كبيرة من غير المسلمين، فربما كان لوحده أو معه مسلم آخر؛ لكن قد يكون مسلماً منحرفاً، نحن الآن لا نحس بما يعانيه بعض المسلمين الذين يدرسون في الخارج، يدرس في الخارج فتدرسه امرأة، ومعهم بنات في الفصل، وأغلبهم كفار، قد يوجد منهم يهود وليس نصارى فقط أو لا دينيين، أو حتى شيوعيين من أصحاب المذاهب المنحرفة، ثم إن الفصل الدراسي هذا يحدث فيه نقاشات ضد الإسلام وأشياء تطرح ضد الدين، ولذلك الإسلام لا يحث المسلم أن يرمي نفسه في مجاهل الكفر، وإنما يقول له: ارجع إلى بلاد الإسلام وإلى المجتمعات الإسلامية، فلا يصلح للمسلم أن يُلقي بنفسه في تلك الأماكن إلا إذا دعت الضرورة الشرعية لذلك، وكان عنده علم يدفع به الشبهات، وعقل يدفع به الشهوات.

أعطيكم مثالاً قد حدث: جاء سؤال قال: شخص كافر طرح على آخر مسلم قال: أنتم لماذا في دينكم يوجد الختان؟ إذا كان الإنسان يولد كاملاً فلماذا يُختن؟ هذه خلقة رب العالمين، فكونكم تختنونه وتقطعون منه شيئاً فأنتم تغيرون خلق الله؟! أقول: هذه الأشياء قد تروج، وبعض المسلمين لا يعرف كيف يجيب عنها، فمثل هذا يقال له مباشرة: أولاً: استنباطك للشيء هذا استنباط عقلي، والنص الذي عندنا في الشريعة نص شرعي من الوحي، فلا يمكن أن نقدم الشيء العقلي على الشيء الشرعي.

ثانياً: إن الذي حرم تغيير الخلق وهو الله عز وجل هو الذي أمر بهذا الأمر، فإذاً لا تعارض فلابد من طاعته.

ثالثاً: إن الإنسان تطول أظفاره أو يطول شعره فهل يبقي شعره إلى منتصف الظهر وأظفاره متراً أو مترين أو أنه يقصها؟ وهذه الأظافر من جسده فإذاً كون الشريعة أمرت بقصها فمثل ذلك أمرت بقطع تلك القلفة أو قطعة اللحم التي تكون في ذكر الإنسان.

رابعاً: إن أطباءكم يا معشر الكفار قد أثبتوا أن هذه القطعة الزائدة فيها ضرر، يجتمع فيها أوساخ وميكروبات، وتعيق حتى إتيان الرجل أهله بالطريقة المريحة، ولذلك فنقول: طبكم والعقول الصحيحة بعد شرعنا تثبت ذلك.

على أية حال نقول: إن الذين يدرسون في الخارج يتعرضون لهجمات شرسة واستهزاءات من الناس الذين يجلسون معهم في الفصول الدراسية، ولذلك لا يمكن أن ننصح شاباً أن يذهب إلى الخارج إلا إذا كان في ذهابه مصلحة شرعية واضحة وكان شخصاً محصناً.

بعض الناس يقولون: فلان ذهب إلى الخارج والتزم بالدين، ما كان هنا متديناً وذهب إلى هناك فتدين نقول: هؤلاء كم يمثلون من المبتعثين؟ افرض أن المبتعثين مثلاً خمسين ألفاً كم منهم الذي كان فاسقاً ثم رجع دَيَناً؟ وكم منهم الذي كان فيه خير ودين فرجع منكوساً؟ فلا تحتج عليَّ بالقلة أو بالندرة وانظر إلى العموم، ثم إن هناك نصوصاً شرعية حرمت الإقامة بين أظهر المشركين فكيف ننتهك هذه النصوص الشرعية بغير ضرورة شرعية.