[مخططات الأعداء في التربية والتعليم]
أما بالنسبة للتربية والتعليم، فإنك قد تجد أنه قد أوجد هناك بعد كرومر ودنلوب قيادات وقدوات وهمية زائفة في الحقيقة سلمت إليها مقاليد التربية والتعليم في بلدان العالم الإسلامي، ونفذت المخططات التي أمليت عليها في بلدان المسلمين فخرج النشء خراباً، ولذلك يقول أحدهم -بعد دنلوب -: أصبحت كثير من أذهان المسلمين مثل إطارات دنلوب، يعني في الفراغ الذي أحدث فيها.
وسلك أعداء الإسلام في تحقيق ذلك سبيلين: الأول: السيطرة على التعليم في الداخل وعلى منهاج التعليم في العالم الإسلامي.
الطريق الثاني: مسلك البعثات إلى الدول الكافرة.
فأما سيطرتهم على التعليم في الداخل، فيتمثل في استبعاد تعليم العلوم الشرعية كلياً، وفي البعض الآخر من البلدان جعلت دراسة العلوم الشرعية دراسة غير أساسية في مناهج التعليم، بحيث إنه لا يترتب عليها نجاح ولا رسوب، وعندما ينظر الطالب إلى حقيقة الأمر وهو أن المواد الدينية لا يترتب عليها نجاح ولا رسوب، ولا يتقدم ولا يتأخر شأنه في القبول في الكليات العلمية، ماذا سيحدث؟ إن ذلك سيحدث ردة فعل في نفسه، وإهمال هذه المواد، فكيف إذا أضيف إلى ذلك تفاهة تلك المقررات التي تدرس في كثير من بلدان العالم الإسلامي، فكيف إذا أضيف إلى ذلك أن وضع مدرس الدين من ناحية المرتب والمكانة والسمعة وصل إلى الحضيض، فماذا تتوقع بعد ذلك من النشء الذين يدرسون المواد الدينية في المدارس؟ وكذلك حصل في بلدان المسلمين أن وضعت مقررات دينية نصفها إسلامي ونصفها نصراني، بزعمهم حتى تواكب احتياج الطلاب فيما يوجد في المدارس في بلدان المسلمين من نصارى، ففي بعض المقررات تجد نصفها عن الإسلام ونصفها عن النصرانية، هذه مادة العقيدة، أو مادة الثقافة الإسلامية مثلاً.
وبالنسبة للتربية والتعليم أيضاً، حصلت هناك مؤتمرات لتنفيذ الخطط التي وضعها أعداء الإسلام، فمثلاً: في نشرة المؤتمر المسمى الحلقة الدراسية العربية الأولى للتربية وعلم النفس، يقول أحد الذين ألقوا كلمة أو قدموا أوراق بحث في هذه المؤتمرات يقول: فالمواطن العربي يجب أن يكون شخصاً تقدمياً يؤمن بفلسفة التغير والتطور، يجب أن يعتبر نفسه مسئولاً عن المستقبل لا عن الماضي.
لا حظ العبارة، ما معنى يكون مسئولاً عن المستقبل لا عن الماضي؟ معناها: ينبذ التاريخ الإسلامي وراء ظهره.
يقول: ومسئولاً أمام الأجيال القادمة لا أمام رفات الموتى.
يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز والعز بن عبد السلام والنووي وابن حجر وشيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، هذا كله كلام على جنب، يقول: بل إنه عليه أن ينظر إلى المستقبل لا إلى رفات الموتى.
ويقول كذلك أحدهم في بحث له في هذا المؤتمر: في تجاربنا الخاصة أن أخطر ما تتعرض له سيكولوجية الأطفال في هذا الصدد هو التعصب الديني.
يقول: أخطر شيء في عملية تربية الطفل التعصب الديني.
ويشن بعضهم غارات على قضية التلقين، أي: تحفيظ الأطفال القرآن والسنة مثلاً، يقول: هذه تهدم شخصية الطفل وتمسح مواهبه وإمكاناته.
هذا كلام التجاني الماحي في الورقة التي قدمها لذلك المؤتمر.
وكذلك يقول أحدهم: يرى الكثيرون أن الكتب السماوية ليس من أغراضها أن تكون موسعات يبحث المؤمنون فيها عن مشاكل العصر كي يجدوا فيها حلاً لمشكلة العمال في القرن العشرين على سبيل المثال.
يقول: هذا القرآن والسنة ما فيها حل لمشكلات العصر، كيف نجد حلاً لمشكلات العمال في القرن العشرين في الكتاب والسنة؟! هذا كلام كفر بواح؛ لأن الله أنزل هذا الدين ليحكم في جميع نواحي الحياة صغيرها وكبيرها، وفي جميع الطبقات، وفي جميع الأوقات والأزمنة والأمكنة فكتاب الله يحكم على الجميع.