ينبغي لمن يلقي موضوعاً أن يرفع صوته رفعاً يفهم السامعين، ويوصل إليهم الكلام، ولا شك أن درجة رفع الصوت تختلف بحسب الموضوع، فالذي يلقي خطبة من خطب الجمعة يختلف في رفعه لصوته عمن يلقي درساً فقهياً فيه بيان لأحكام شرعية وأقوال العلماء والأدلة ونحو ذلك.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه (كان إذا خطب وذكر الساعة اشتد غضبه، وعلا صوته) وفي رواية (كان إذا ذكر الساعة احمرت وجنتاه، وعلا صوته، واشتد غضبه صلى الله عليه وسلم) ورفع الصوت أحياناً يكون لإسماع الناس شيئاً له أهمية خاصة، كما جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر:(تخلف النبي صلى الله عليه وسلم عنا في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقنا العصر -صلاة العصر أدركتهم وغشيتهم- قال: فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا) فصارت بعض الأجزاء في الأرجل لم يمسها الماء (فنادى صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته: ويل للأعقاب من النار، ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثاً).