وأحياناً تحدث الهداية من نصيحة من شخص أصغر من هذا المقصر أو الفاسق، وأضعف فيرفض، فيحدث التأثر من الصغير للرفض، فيتأثر الكبير، كما حصل لشخص ذهب في سفر ومعه أخواته، وأدخل شريط الموسيقى في جهاز السيارة وأخذ يستمع، فنهرته أخته الملتزمة، فلم ينته، فأعادت عليه، فسخر منها، تأثرت لموقفه، وفي الطريق حدث حادث وماتت هذه الفتاة الملتزمة، فبقيت حسرة في نفس أخيها؛ لما المسألة وصلت إلى الموت، وأن هذه الفتاة أخته ماتت وفي قلبها حسرة لما لم يطعها، ولم يستجب لطلبها، كانت تلك الحادثة سبب هدايته.
وآخر كان عنده أخ صغير يعلم حكم الغناء، وأركب معه أخاه الصغير في مشوار، وأدخل الشريط يستمع إليه، أخوه الصغير قال: علمونا أنه حرام، قال: اسكت أنت لا تفهم، فأعاد عليه، قال: هذا حرام لا يجوز، فاستهزأ منه وسخر به، وبعد ذلك هدده، قال: إذا ما سكت، سأقف وأنزلك على قارعة الطريق وأمشي، إن هذه الكلمات الجارحة جعلت الولد الصغير يسكت، لكن كان سكوته بحرقة، أنتجت دمعة سقطت على خده، فرأى أخوه الكبير هذه الدمعة، فكانت هذه الدمعة هي سبب هدايته، لما رأى أن أخاه الأصغر صارت عنده حرقة وألم للرفض حتى أدى به ذلك إلى البكاء، عرف تقصيره وعرف خطأه.
فالمهم أن ننصح ولو كان المنصوح أكبر وأعلى في الدنيا، فإنها ولو ردت، لربما تكون هذه نقطة لتكون في المستقبل مع غيرها سبباً في للهداية.