إذا نظرت إلى الأولاد فإنهم يجرون الأب والأم إلى كل شيءٍ فيه إسرافٌ أو معصية لله عز وجل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال في الحديث الصحيح:(الولد مجبنة مبخلة محزنة) فإنك إذا جئت لكي تجاهد في سبيل الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؛ تذكرت ولدك وقلت في نفسك: أين يضيع هذا الولد؟ وأين يذهب؟ فإذا قمت بدوري في الجهاد في سبيل الله، وقمت صادعاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيثبطك هذا الولد عن هذا الدور؛ فتكون جباناً أمام هذه الشهوة وهذه الزينة من زينة الحياة الدنيا.
وإذا جئت لتنفق في سبيل الله، وتخرج من جيبك هذه الدريهمات التي تتصدق بها في سبيل الله عز وجل؛ نازعتك نفسك، وتذكرت ولدك، وقلت في نفسك: أليس من الأجدر والأحسن أن أبُقي هذا المال من أجل ولدي، وعند ذلك يكون الولد مبخلة كما قال صلى الله عليه وسلم.
وهو أيضاً محزنة؛ فإذا مرض، أو حصل له شيء؛ فإنه يحزنك ويقع في نفسك هذا الألم وهذا الحزن لما وقع في هذا الولد.