قال رحمه الله:(ومما أنكره أئمة السلف: الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام أيضاً، ولم يكن ذلك طريقة أئمة الإسلام، وإنما أحدث ذلك بعدهم كما أحدثه فقهاء العراقين في مسائل الخلاف بين الشافعية والحنابلة، وصنفوا كتب الخلاف، ووسعوا البحث والجدال فيها) حتى القارئ لا يسلم صدره.
فتجد بعضهم قال: خصومنا، وقلنا، وقال خصومنا، ومن هم الخصوم؟ وهل يجوز أن تكون هناك خصومات بين المسلمين؟ لماذا تعرض القضية على أنهم خصومنا؟ لماذا يقال عن طائفة من الفقهاء: إنهم خصوم للطائفة الآخرى؟ هل القضية قضية خصومات وعداوات.
قال:(وكل ذلك محدث لا أصل له، وصار ذلك علمهم حتى شغلهم عن العلم النافع، وقد أنكر ذلك السلف، وورد في الحديث المرفوع في السنن: (ما ضل قوم بعد هدىً إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ:{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}[الزخرف:٥٨]).
وجاء في حديث مرفوع -أيضاً- رواه الإمام أحمد وإسناده حسن، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ما ضل قوم بعد هدىً إلا أوتوا الجدل، وقرأ صلى الله عليه وسلم: ((مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)) [الزخرف:٥٨]).
قال: (وقال بعض السلف: [إذا أرد الله بعبد خيراً فتح له باب العمل وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أرد بعبد شراً أغلق عنه باب العمل وفتح له باب الجدل] وقال مالك: " أدركت أهل هذه البلدة وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الذي فيه الناس اليوم".
يريد المسائل) أي: المخاصمات والمحاجات والمناظرات والمناقشات، وكذلك التشقيق والتفريع الدقيق للأشياء التي قد لا تحصل ولا توجد.